صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قال الأصمعي: حدثت إن رهط قيس المجنون قالوا لأبيه اطلب لنا طبيبا لعله يطلعنا على ما به، فأحضر إليهم طبيبا، فعالجه فلما أعياه خلاه، فأنشأ قيس يقول:

ألا يا طبيب النفس أنت طبيبها
فرفقا بنفس قد جفاها حبيبها
دعتني دواعي الحب ليلى ودونها
ذوي قوة قلبي الحزين قلوبها؟
فديتك من داع دعا ولو انني
حشاي من أحجار لظل يجيبها
ما هجرتك النفس من أجل انها
قلتك ولكن قل منها نصيبها

قال الأصمعي: إن رهط قيس قالوا لأبيه: لو خرجت به إلى الحج فتدعو الله لعله ينساها، فخرج به فبينا هو يرمي الجمار نادى مناد من بعض تلك الخيام: يا ليلى، فخر قيس مغشيا عليه، ثم أفاق وأنشأ يقول:

وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطار بقلبي طائرا كان في صدري
إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها
كما انتفض العصفور من بلل القطر

وهي قصيدة طويلة.

قيل: حبس المجنون مع ليلى في السجن فقيل له اخرج فقال لا أخرج لأن أكون مع الحبيب في السجن خير من الفراق فأخرج فجاء الناس يعزونه فقال ارتجالا:

ليل الحبيب مع الحبيب نهار
وكذاك أيام الوصال قصار

وقال أيضا:

وسجني مع المحبوب فردوس جنتي
وناري مع المحبوب في النار أنوار

وذكر إن سعيد بن الحاص؟ كان صديقه فعاتبه يوما فقال له فضحت نفسك وعشيرتك فقال:

اريد لا نسى ذكرها فكأنما
تمثل لي ليلى بكل سبيل