صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–٤١–

فصل

ضروب الجد والعقل ودولة الحمق والجهل

سمعت محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول سمعت العباس بن حمزة يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت هشام بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا يوسف القاضي يقول1 ثلاثة: مجنون، ونصف مجنون وعاقل، فأما المجنون فأنت منه في راحة، وأما نصف المجنون فأنت منه في تعب، وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.

أنشد أبو ذر القراطيسي:

الحمد لله كم في الدهر من عجب
ومن تغير أحوال وحالات
لا تنظرن إلى عقل ولا أدب
إن الجدود قريبات الحماقات
واسترزق الله مما في خزائنه
فكل ما هو آت مرة آت

قال عبيد الله بن سعيد الكاتب: دخل بعض الشعراء على ابن شوذب وهو الذي يضرب به المثل في كثرة الأموال، فأتى برعيل2 من الخيل فتأملها وقال أخرجوا منها ذلك المرعزي، ثم أتى بقطيع من الغنم لا تذبحوا ذلك الأدهم. وكان الشاعر قد مدحه بقصيدة فلما رأى ذلك خرج من عنده ولم ينشده، وأنشأ يقول.

لا يعرف الضأن من المعزى
ويحسب الأدهم مرعزى
صفت له الدنيا وضاقت لنا
تلك لعمري قسمة ضئزى

وأنشد أبو الفضل العباس بن القاسم الطبري:

قل لدهر على المكارم غطى
يا قبيح الفعال جهم المحيا

  1. كذا في الأصل . ولعل ها كلمة هي ( الناس ) أو ما معناه.
  2. الرعيل : القطعة من الخيل القليلة