صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قالت كل الرجال على مثل هذا، وأما التي عليك فأمرأة ذات ولد من غيرك فهي تسلخ الزوج وتجمع لولدها، وأما التي لا لك ولا عليك فأمرأة قد تزوجت قبلك فإن رأت خيرا قالت هكذا يجب وإن رأت شرا حنت إلى زوجها الأول. فقلت نشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى؟ قال ألم اشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك، فأقسمت عليه، فقال إني رشحت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء.

وأخبرنا أبو موسى بن الحصين قراءة عليه قال حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق المهرجاني، حدثنا أبو علي سهل بن علي ببغداد في الدار قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي الأصمعي قال: سمعت عمي يقول: أخبرت إن الحجاج بن يوسف لما فرغ من أمر عبد الله بن الزبير قدم إلى المدينة فلقي شخصا خارجا من أهل المدينة، فلما رآه الحجاج قال له: يا شيخ من أهل المدينة أنت؟ قال نعم قال الحجاج من أيهم؟ قال من بني فزارة، قال كيف حال أهل المدينة؟ قال شر حال! قال ومم؟ قال لما لحقهم من البلاء بقتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحجاج ومن قتله؟ قال قتله الفاجر اللعين حجاج بن يوسف عليه لعاين الله وصلبه من قلة المراقبة لله، فقال الحجاج، وقد استشاط غضبا: وإنك يا شيخ ممن أحزنه ذلك واسخطه؟ قال الشيخ أي والله اسخطني ذلك سخط الله على الحجاج وأخزاه! قال الحجاج: أو تعرف الحجاج إن رأيته؟ فقال أي والله إني به لعارف فلا عرفه الله خيرا ولا وقاه ضيرا، فكشف الحجاج عن لثامه وقال لتعلم أنك أيها الشيخ يسيل دمك الساعة، فلما أيقن بالهلاك تحامق وقال هذا والله العجب أما والله يا حجاج لو كنت تعرفني ما قلت هذه المقالة، أنا العباس بن أبي ثور المصروع اصرع في كل شهر خمس مرات وهذا أول جنوني، فقال الحجاج انطلق فلا شفاك الله ولا عافاك!.