صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أنشدني أبو الحسن محمد بن علي القزاز لديك الجن:

خذ يا غلام عنان طرفك فاحمه
عني فقد ملك الشمول عناني
سكران سكر هوى وسكر مدامة
فمتى يفيق فتى به سكران
ما الشأن ويحك في فراق فريقهم
الشأن ويحك في جنون جناني

قال العتبي: وسميت الجن لاجتنانهم عن أعين الناس. وقيل في قوله تعالى: " إلا إبليس كان من الجن " أي من الملائكة، سموا جنا لاجتنانهم عن الأبصار. قال الأعشى:

وسخر من جن الملائكة تسعة
قياما لديه يعملون بلا أجر

والجنة البستان لالتفاف الشجر. والجنة الدرع والترس لأنهما يستران. والجنة بالكسر الجنون. والجن أيضا، قال الله جل ذكره: " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " يعني حين قالوا: " أن الملائكة بنات الله، وقال في معنى الجنون: " أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة " وأما قوله تعالى: " من الجنة والناس " قال قتادة: إن الشيطان يوسوس الجن كما يوسوس الناس، والمعنى الذي يوسوس في صدور الجن والناس. والجنن القبر، لأنه ساتر، قال الشاعر:

لقد أدرجت ليلى هنالك في جنن
فصبرا جميلا حين ما ينفع الحزن

والجنين: الولد في بطن الأم، لأنه مستور، وتقول العرب للنبت إذا طال وكثر تكاوس والتف واستجلس واعلنكس: تجان. وتجان الرجل إذا تكلف الجنون وليس بمجنون. وكذلك تحامق وتناوم وتكاسل، قال العجاج:

إذا تجازرت وما بي جزر
ثم كسرت العين من غير عور