صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أصل الجنون

في اللغة

الجنون في اللغة الاستتار. تقول العرب: جن الشيء يجن جنونا إذا استتر وأجنه غيره إجنانا إذا ستره قال لبيد:

حتى إذا ألقت يدا في كافر
وأجن عورات الثغور ظلامها

يعني الشمس ألقت يدا في ليل مظلم. وستر الظلام الفجاج والطرق.

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي:

يا غافلا عما تجن ضلوعي
أنسيت ويحك عبرتي ودموعي

وجن الليل بجن جنونا وجنانا إذا دخل. ومنه قوله سبحانه: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا " وأجن الليل الشيء أجنانا إذا غطاه بظلامه. قال العتبي: وأجنه الليل أي جعله في ظلامه في جنة، قال الشاعر يصف مفازة:

وصرماء مذكار كأن دويها
يعيد جنان الليل مما يخيل
حديث أناسي فلما سمعته
إذا ليس فيه ما أبين فأعقل

وقال الشاعر:

ولولا جنون الليل أدرك ركضنا
بذي الرمث والأرض عياض بن ناشب

الصرماء المفازة التي تصرم الناس عن الماء أي تقطعهم. والمذكار التي لا يدخلها إلا ذكور الرجال لصعوبتها كالمرأة المذكار التي لا تلد إلا الذكران. والجنان القلب سمي بذلك لاستتاره.