صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٧–

كتابك وحدك، ولم يغن عنك من الله شيئًا. يا جعفر إنك تموت وحدك. وتقف بين يدي الله وحدك، وتدخل قبرك وحدك، ويحاسبك الله وحدك، فانظر لنفسك، قد نصحت لك. فرجع جعفر من نزهة تلك، وسأل عن الرجل فقيل له مغلوب على أمره.  

معتوه

قال ضمرة بن ربيعة: وقف علي معتوه فحنقني وقال تعلم. قلت خلص عن حلقي. فخلى ثم قال: الشر نذالة، والعفو كرم، والاستقصاء غم، وشفاء الغيظ بلية.  

مجنون

قال محمد بن بيان: مررت وإذا جماعة على مجنون وقوف، فوقفت فهش إلي وقال: 

إسقني قبل تباريح العطش
ان يومي يوم طس1 بعد رش
حبّ من أشواهم أدهشني
لا خلوت الدهر من ذاك الدهش

شاب مجنون

قال ثمامة بن أشرس: دخلت دير هرقل فرأيت فيه شابًا مشدودًا إلى سارية. فقال لي ما اسمك؟ قلت ثمامة، قال المتكلم ؟ قلت نعم. قال يا ثمامة ! هل للنوم لذة ؟ قلت نعم. قال متى يجدها صاحبها ؟ إن قلت قبل النوم أجلت، وإن قلت مع النوم أخطأت، لأنه ذاهب العقل. وإن قلت بعد النوم أخطأت لأنه قد انقضى.

قلت وما تقول أنت ؟ قال إن النعاس داء يحل بالبدن ودواؤه النوم. 


  1. طسه في الماء غطه فيه.