صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/152

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٦–

صرت إلى سر من رأى ودخلت على الواثق قال لي ما كان حالك في سفرك؟ قلت أعجوبة يا أمير المؤمنين! لم أسمع بمثلها. فقال وما هي؟ فقصصت عليه حديث المجنون، فقال يحضر المجنون، فأُحضر وأصلح من شأنه وأُدخل عليه، فلما رآني قال حاجتنا. قلت نعم. قال الواثق لمحمد بن مكحول كلمة. فقال المجنون يا أمير المؤمنين! هذا ليس يحسن شيئاً، فإن كان عندك من يحسن. قال الواثق فاسأل فإن المجلس مشترك، فمن كان يحسن أجابك. فسأل عن المسألة المذكورة فأحجم القوم عن الجواب، فالتفت إليه الواثق فقال ليس ههنا من يجب فأجب. فقال سخين العين أكون سائلاً، ومجيباً في وقت! فقال الواثق وما عليك أن تعلمنا. قال أما إذا كان كذا، فنعم ان الله سبحانه حكم فحكم في خلقه ولم يكن بد من تعبدهم1 وكان الاختلاف بينهم حكمة في خلقه، إذ قد كان حكم عليهم بذاك الاختلاف قبل خلقهم فأحجم، ثم قام الواثق ليدخل الدار. فقال المجنون: يا ابن الفاعلة أخذت منفوعنا وفررت! فأمر بالاحسان إليه.


قال الفضيل بن عياض رحمه االله: الدنيا دار المرضى، والناس فيها مرضى، وللمجانين في دار المرضى شيئان:

غل وقيد. ولنا غل الهوى، وقيد المعصية. 

رجل 

قال الأصمعي: ركب جعفر بن سليمان أمير البصرة في زي عجيب من اللباس والغلمان والدواب والصقور2 والفهود، وكان عندنا رجل بالبصرة يتفقه، وكان في حداثة سنه يجالس العباد، فغلب على عقله، فخرج في طريق جعفر فلما أبصره وقف وقال يا جعفر بن سليمان ! أنظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك

وحدك، وحملت على الصراط وحدك، وقدم إليك


  1. في الاصل تبعیدهم .
  2. في الأصل والقصور