صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٨–

شاب 

دخل الأمير سعيد مع وزيره دار المرضى فإذا شاب مسلسل، فلما رأى الأمير قال له أيها الأمير ! هذا وزيرك ؟ قال نعم. قال يزعم إنه أقل الناس فإن سألته مسألة. قال سله. قال ما أكثر الأشياء ؟ قال ذوات الأربع قال ليس كذلك. قال فما هو ؟ قال لا أقول حتى تقول بالعجز. قال قد أقررت. قال أكثر الأشياء الهموم. قال ملم ؟ قال لأن نصيبي منها أوفر الأنصباء. قال الأمير سل حاجتك. قال مسكة عقل أعيش به وأنجو من هذا القيد. قال ليس ذلك إلي. قال فلا حاجة لي في سواه.  

شيخ

 

قال جنيد البغدادي رحمه االله: دخلت دار المرضى بمصر فرأيت شيخًا فقال لي ما اسمك ؟ قلت جنيد. قال عراقي. قلت نعم. قال ومن أهل المحبة ؟ قلت نعم. قال فما الحب ؟ قلت إيثار المحبوب على ما سواه. فقال الحب حبان حب لعلة، وحب لغير علة. فأما الذي لعلة فرؤية الاحسان. وأما الذي لغير علة فلأنه أهل لأن يحب. ثم أنشد: 

أُحبك حبين حبّ الهوى
وحباً لأنك أهل لذاكا
وأما الذي هو حب الهوى
فحبّ شغلت به عن سواكا
فأما الذي أنت أهل له
فلست أرى العيش حتى أراكا1
وما الذي فلا عيش لي2
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا

  1. و يروى ( فكشفك للحجب حتى اراكما).
  2. و يروى ( في الحمد في ذا ولا ذاك لي )