صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٤–

لبعض الأشراف. فأنحله العشق وأضناه، وتيمه وأتلفه. فمررت به يوماً في بعض الخرابات، فقلت له كيف حالك؟ فقال أسوء حال. عقل هائم، وغم لازم، وفكر دائم. ثم أنشأ يقول:

تيمني حبّها وأضناني
وفي بحار الهموم ألقاني
كيف احتيالي وليس لي جلد
في دفع ما بي وكشف أحزاني
يا رب فاعطف بقلبها فعسى
ترحم ضعفي وطول أشجاني

فتى

مجنون

قال سهلان القاضي: بينما أنا سائر في بعض الطرقات إذ مررت بفتىً مجنون وبين يديه خلقان1 فقال لي أين رأيت القافلة؟ قلت في موضع كذا. قال آه من البين، آه من دواعي الحين. فقلت وما دهاك؟ فقال:

شيعتهم من حيث لم يعلموا
ورحت والقلب بهم مغرم
سألتهم تسليمةً منهم
عليّ إذ بانوا فما سلموا
ساروا ولم يرنوا لمستهتر
ولم يبالوا قلب من تيموا
واستحسنوا ظلمي فمن أجلهم
أحبّ قلبي كل من يظلم

مجنون قال علي بن عبد الرحمن القناد: وصف لي مجنون بمصر ذو بديهة، فطلبته حتى ظفرت به، فكلمته فبكم ملياً، ولم يرد علي جواباً، ثم نظرت إلى فروته فإذا عليها مكتوب:

عشرون ألف فتىً ما منهم رجلٍ
إلا كألف فتىً مقدامةٍ بطل
أضحت مزاودهم مملوءة أملاً
ففرغوها وأوكوها على الأجل2

  1. الخُلقان الثياب البالية .
  2. في الأصل وادمحها من الأمل وهو غلط. واوكي القرية ضدها بالوكاء. والوكاء و باط القرية.