تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٣–
الخاصة والعامة بقربك وآنس جماعة ذوي المروءة بشخصك، وجعلنا وسائر من يحبك فداءك. فقال: أحسن الله عن جميل القول جزاءكما، وتولى عني مكافأتمكا. قلنا: فما تصنع في هذا المكان الذي أنت لغيره أهل؟ فقال:
الله يعلم انني كمد
لا أستطيع أبث ما أجد
نفسان لي نفس تضمنها
بلد وأُخرى حازها بلد
(أما المقيمة ليس بنفعها
صبر وليس يقرها جلد)1
وأظن غائبتي كشاهدتي
وكأنها تجد الذي أجد
ثم التفت إلينا فقال: هل أحسنت؟ قلنا له نعم ما قصرت وولينا. فقال بأبي أنتما ما أسرع ذهابكما2 بالله اعيراني افهامكما واذهانكما قلنا هات فقال:
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم
ورحلوها فسارت بالهوى الإبل
وقلبت من خلال السجف ناظرها
ترنوا إلي ودمع العين منهمل
وودّعت ببنان عقده عنم3
ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
ويلي من البين ماذا حل بي وبها
يا نازح الدار خلّ البين وارتحلوا
يا راحل4 العيس عرّج كي اودعهم
يا راحل العيس في ترحالك الأجل
إني على العهد لم انقض مودتهم
يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا
فقلنا مجوناً منا ولم نعلم بحقيقة ما وصف ماتوا. قال أقسمت عليكم ماتوا؟ ثم قال إني والله ميت في أثرهم. ثم جذب نفسه في السلسلة جذبة دلع منها لسانه، وبرزت عيناه، وانبعثت شفتاه بالدماء، فتلبط ساعة، ثم مات. فلا ننسى ندامتنا على ما صنعنا به.
أديب عاشق
قال الريان بن علي الأديب: عشق فتى من أولاد بعض أصدقائي جارية
