صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤٢–

شيخ مجنون

قال ذو النون المصري: رأيت شيخاً مجنوناً وعليه جبة صوف مكتوب عليها من ورائه:

حتى متى يا شيخ ما تستحي
يراك مولاك مع الغافلين
ما تستحي منه وما ترعوي
غطي خطاياك عن العالمين
نشاك بين الخلق في منزه
وأنت معكوف مع الفاسقين

وعلى كمه الأيسر مكتوب مؤخراً:

إن الله عباداً
كشفوا فيه القناعا
هل رأيتم خادماً عا
مل مولاه فضاعا

وعلى كمه الأيمن مكتوب مقدماً:

عجبت لمن ينام وذو المعالي
ينادي يا عباد أنا البذول
وهل يجد الخلائق مثل ربي
وكلّ فعاله حسن جميل

تتمة الكم الأيسر:

سوف أُرويكم حديثاً
قد سمعناه سماعا
من دنى من ربه شب
راً دنا منه ذراعا

شاب مجنون

قال عبد الله بن عبد العزيز السامري: مررت بدير هرقل أنا وصديق لي. فقال لي: أُدخل بنا لنرى من ملح المجانين، فقلت ذلك إليك. فدخلنا وإذا بشاب مليح الوجه، حسن الزي، قد أرجل1 شعره، وكحل عينيه، طراوة يعلوه حلاوة، مشدود إلى سلسلة بجانب حائط. فلما بصر بنا قال: مرحباً بالوفد قرب الله ما نأى منكما، بأبي أنتما. قلنا: وأنت فأمتع الله


  1. رجّل شعره أي سرَّحه·