صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٤١–

رجل

قال مالك بن دينار: مررت ببعض سكك البصرة، فإذا الصبيان يرمون رجلاً بالحجارة ويقولون: هو يزعم إنه يرى ربه على الدوام. قال فزجرت عنه الصبيان، وقلت له: ما الذي يزعم هؤلاء؟ قال وما يزعمون؟ قلت يزعمون انك تزعم ترى ربك على الدوام، فبكى، وقال والله! ما فقدته لما أطعته. ثم أنشأ يقول:

على بعدك لا يصبر
من عادته القرب
ولا يقوى على هجرك
من تيمه الحب
لئن لم ترك العين
فقد أبصرك القلب
***

ولبعض المجانين: احذروا الأقارب فإنهم العقارب، ثم قال: وأخبث العقارب، أقرب الأقارب. فربما لم يصدر عن العقلاء، ما صدر عن المجانين.

***

ولبعض المجانين:

تلذ الناس إن عمروا وعاشوا
ومالي لذة في طول عمري
وما يغني الجمال وحسن ثوبي
إذا ما كنت أصرع كل شهر
بقيئي قد تلطخ حسن وجهي
أبوك في الثياب ولست أدري
فليت الله عاجلني بموت
ليكثم سوء حالي تحت قبري

لآخر، وقد بال في قميصه، والناس يبكون عليه ويقولون ما حالك؟ فقال:

أبكي الناظرون لسوء حالي
ولا يبكون عاقبة الليالي
وكم وجهٍ جميلٍ صار مثلي
ولم يك مثل ذلك في مثال
إذا عوفيت يا هذا فشكراً
وعد مما ترى من سوء حالي