صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/145

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٣٩–

فلا أنت تبقى بعد مالٍ كسبته
ولا أنا أبقى في قيودي وأغلالي

شاب

قال أبو الحسن العنسي المؤدب: دخلت الموصل فبينا أنا ذات يوم في أزقتها إذا صياح وجلبة، وإذا هي دار المجانين، فدخلت إليها فإذا شاب حسن شحط1 في الدم، فسلمت عليه فرد وقال من أين جئت؟ قلت من بالس. قال وأين تريد؟ قلت العراق، قال لي: أتعرف بني فلان؟ وأشار إلى بيت قلت نعم. قال لا صنع الله لهم، فهم الذين أدهشوني وأحلوني هنا. قلت: وما فعلوا؟ قال:

زمّوا المطايا واستقلوا صحىً
ولم يبالوا قلب من تيموا
ما ضرّهم والله يرعاهم
لو ودّعوا بالظرف أو سلّموا
ما زلت أذري الدمع في إثرهم
حتى جرى من بعد دمعي دم
ما أنصفوني يوم قاموا ضحى
ولم يفوا عهدي ولم يرحموا

شخ مجنون

قال محمد بن عماد البغدادي: كان بجوار جنيد قدس سره شيخ مجنون، فلما مات جنيد رحمه الله وقف الشيخ المجنون على تل، ثم أنشأ يقول:

واحسرتا من فراق قوم
هم المصابيح والحصون
والمزن والمدن والرواسي
والخير والأمن والسكون
لم تتغيّر لنا الليالي
حتى توفيهم المنون
فكل جمر لنا قلوب
وكل ماء لنا عيون

  1. شحط بالدم على المجهول : تضرح به و تمرغ فيه .