صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/144

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٣٨–

أوقفوني عليه، فأتوا به بابه ليلاً فلما غارت النجوم وهدأت العيون سمعوه يقول:

طال القيام لهجعة النوام
وتراك مطلعاً لطول مقامي
يا سيدي ومؤملي وموثقي
من أجل حبك قد هجرت منامي

فأجابه منصور:

يا ذا الذي هجر الرقاد لربه
إبشر بدار تحية وسلام
يوم القدوم عليه في دار البقا
يوم تزف إليه بالخدام

شيخ

قال محمد بن جعفر الطبيب الخاقاني الطبرستاني دخلت دار المرضى ببغداد فإذا شيخ مقيد يبكي وقد خنقته العبرة. فقلت له مالك؟ فأنشأ يقول:

من كان أذنب ذنباً
فليدن مني قليلاً
لعلنا نتباكى
على الذنوب طويلا

مجنون

قال مهلهل بن علي العنزي: كان عندنا في عنزة مجنون يرمي ويضرب، فقلت له الآن ترمي وتشد فأنشأ يقول:

ليس على قوتٍ فائتٍ أسف
ولا تراني عليه اليوم ألتهف
ما قدر الله لي فليس له
عني إلى من سواي ينصرف
ومانع ما لديه قلت له
لا ضير، في الله منك لي خلف

شيخ

قال بعضهم: دخلت دار المجانين وعلي شارة حسنة، وثياب فاخرة، فإذا شيخ مقيد مغلول، فجعلت أنظر إليه، فقال مه! أتعجب مني؟

أتعجب مني في قيودي وأغلالي
وأنت رضي البال في العز والمال