صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٢٤–

فقال الوالي فحبذا كل مجنون مثل هذا. ثم أمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قدم إليه المال قال. 

أكل ّ هذا هو لي بمرّه
تم سروري واعترتني مسره

ثم أقبل على الأمير فقال. 

رشت جناحي يا أخا قريش
أقررت عيني وأطبت عيشي

هبنقة1

قال عبد العزيز بن سعيد السيرافي قال لي أبي قد أنشد رجل هبنقة: 

إهجر محل السوء لا تلمّ به
وإذا نبابك منزل فتحول

فقال هذا أحمق بيت قالته العرب، وكيف يطيق أهل السجن النقلة ؟ هلا قال: 

إذا كنت في دار يهينك أهلها
ولم تك مكبولاً بها فتحول

جارية سوداء

  قال بلال بن جماعة فكرت ذات ليلة فقلت يا رب من زوجتي في الجنة ؟ فأريت في منامي ثلاث ليال إنها جارية سوداء في أوطاس. فأتيت أوطاس فسألت عن الجارية فقال لي رجل يا هذا ! تسأل عن جارية سوداء مجنونة كانت لي فأعتقتها ؟ قلت وكيف كان جنونها ؟ قال كانت تصوم النهار، فأعطيناها فطورها فتصدقت به، وكانت لا تهدأ بالليل ولا تنام، فضجرنا منها. قلت فأين هي ؟ قال ترعى غنمًا للقوم في الصحراء، فإذا أنا بها قائمةًّ تصلي، فنظرت إلى الغنم فإذا ذئب يدلها على المرعى وذئب يسوقها !


  1. هو يزيد بن ثروان و یکی بابي الودعات . لأنه نظم ودعًا في سلك وجعله في عنقه علامة لنفسه لئلا يضيع ! ونوادره مشهورة . وعده ايضا صاحب العقد في المحانين.