صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٢٥–

فلما فرغت من صلاتها، سلمت عليها فقالت يا بلال ! أنت زوجي في الجنة. قلت قد رأيت ذلك في النوم. قالت وأنا بشرت بك.

فقلت ما هذه الذئاب مع الأغنام ؟ قالت نعم أصلحت شأني بيني وبينه، فأصلح بين الذئب والغنم !  

عوسجة

قال محمد بن المبارك الصوري خرجت حاجًا، فإذا أنا بجارية سوداء يقال لها عوسجة بلا عطاء ولا وطاء.

فسلمت عليها فردت السلام. ثم قالت أنت يا ابن المبارك على بطالتك بعد ؟ قلت لها وكيف عرفتني ؟ فقالت أضاءت مصابيح الآمال، في قلوب العمال. فتنورت1 جوارحي بنور الصفاء، فعرفتك بمعرفة من على العرش استوى. قلت وما الصفا ؟ قالت ترك أخلاق الجفا. قلت لها من أين جئت قالت من عنده. قلت وإلى أين تريدين ؟ قالت إليه. قلت بلا زاد ولا راحلة. قالت يا أعمى ! أسألك عن مسألة، لو أتى أحدكم واستزار خاله إلى منزله أيجمل أن يحمل معه زادًا ؟ ثم أنشأت: 

ارض بالل ّه صاحبًا
وذر الناس جانبا
صافه الودّ شاهدًا
كنت أو كنت غائبا
لا تودّّن غيره
ذا رفيقًا مصاحبا

قال صالح بن إسماعيل سمعت عوسجة وهي تطوف بالبيت الشريف تقول: 

سرائر كتمان يبوح بها الهوى
واظهار وعد ما يراد سواه

قال عبد الرحمن الواسطي سمعت عوسجة ذات ليلة تقول:

جعل الظلام مطيةً لقيامه
لينال وصلاً ما يريد سواه

ريحانة

قال إبراهيم بن الأدهم رحمه الله ذكرت لي ريحانة فخرجت إلى الأيلة،


  1. في الأصل: فتهورت