صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يطوف حول البيت وهو يقول:

شوقك قتلني، وحبك أقلقني، والاتصال بك أسقمني، فقدت قلبًا يحب غيرك، وثكلت خواطرًا تسر بسواك.  وحكى أحمد بن إبراهيم الدوري قال: كان ولهان المجنون مهيبًا، ذا هيبة، وكان كل من يراه يهابه من سلطان أو غيره. وكان يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، وكان يقول: يا أيها الناس تزودوا ليوم الدين، يوم تنشر فيه الدواوين، وتنصب فيه الموازين، وينتصف فيه المظلومون من الظالمين. اعملوا، في الأيام تراخ، وفي النفس مهلة، قبل أن تؤخذوا على غرة.  

بكار المجنون

 

قال إدريس بن عبد الرحمن: خرجت يومًا من الجامع ُأريد الرجوع إلى منزلي، وإذا أنا ببكار المجنون وهو قائم في السوق يقول: " واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الل ّه، ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون " .

فلا يزال كذلك في مربعة مربعة حتى إذا أفلت الشمس نادى: " ومن يتقي الل ّه يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الل ّه فهو حسبه " . ثم أنشأ يقول: 

ولهت قلوب العارفين يجبه
فتناشروا وتبايعوا الأعمالا

قال علي بن بكار: سمعت بكار المجنون في جامع البصرة يقول: يا أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء، ولا تعبدوه رهبًا من نيرانه، ولا طمعًا في جنانه، بل عبوديةً واستحقاقًا.  

نقرة المجنون

قال عبد الله بن محمد العتبي: بينا أنا ذات يوم في صحن داري إذ هجم علي نقرة المجنون، فخفت منه وقلت: أنا بين ضربة ولطمة. فوقف في جواري وأنشأ يقول: