قال خلف بن سالم: قلت لو يومًا يا أبا علي ألك مأوى ؟ قال نعم: قلت فأين هو ؟ قال دار يستوي فيها العزيز والذليل. قلت وأين هذه الدار ؟ قال المقابر. قلت له: يا أبا علي أما تستوحش في ظلمة الليل ووحشته ؟ قال: إني أذكر ظلمة اللحد ووحشته، فيهون علي ظلمة الليل ووحشته. فقلت له: فهل ترى في المقابر شيئًا تكرهه ؟ قال: أرى، ولكن في هول ما يشغل عن هول المقابر أعاذنا الله تعالى.
أبو جوالق
قال بعضهم: خرج أبو جوالق يومًا فلقيه بعض أصدقائه فقال: إلى أين يا أبا جوالق ؟ فقال أشتري حمارًا.
فقال له صديقه: قل إن شاء الله فقال: ما هذا موضع إن شاء االله. الدراهم في كمي، والحمار في السوق.
قال ومضى إلى السوق فسرقت منه دراهمه. فعاد فرآه صديقه حزينًا فقال له: اشتريت الحمار ؟ فقال له:
سرقت الدراهم إن شاء االله.
ثوبان القرميني
قال إسماعيل بن وهب: ركبت يومًا في مركب من البصرة ُأريد سيراف. فهاج البحر بريح شديدة، وكان معنا في المركب ثوبان القرميني، فلحظ السماء بطرفه وقال: أقسمت عليك يا مأوى همم العارفين، ألا
كشفت عنا الأذى. فما استتم الكلام حتى سكنت الريح، ونجونا. وروي عنه أنه كان إذا جنة الليل، يناجي ربه ويقول: