صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حسنًا. وكان مواظبًا على العبادات. فعرض له، فذهب عقله، وكان لا يأوي سقف بيت. فإذا كان النهار فهو في جبانة القبور، وإذا كان الليل فهو في وسط السطح قائمًا على رجليه في البرد والمطر والرياح. وكنا في بعض ما هو فيه من

البرد والمطر والرياح، فنزل بكرة ذات يوم يريد المقابر فقلت يا نمير ! تنام ؟ قال لا، قلت: وما العلة التي منعتك من النوم ؟ قال هذا البلاء الذي تراه بي. قلت له: يا نمير ! ما تخاف الله تقول البلاء ؟ قال: أليس قد جاء في الخبر أشد الناس بلاًءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. فقلت أنت أعلم مني قال كلا ومضى. 

سلمة 

قال الحسن بن صالح قلت لسلمة يومًا من الأيام: يا سلمة ! أتؤمن بالمعاد ؟ ففتح عينيه وغضب وقال: نعم يا حسن كأني أنظر إلى القيامة وقد قامت، وإلى كرسي القصاص وقد وضع كما شاء االله، وإلى الموازين قد نصبت، وإلى الصحف قد نشرت كما شاء، وكأني أنظر إلى فريق في الجنة، وفريق في السعير، ولكن يا

حسن اتق الله ولا ترد أمر االله. فقال له الحسن: وكيف أرد أمر الله ؟ فقال: انكم معاشر الشيعة تزعمون أن أبا بكر وعمر إماما عدل وقد قال الله في كتابه العزيز أن الله يأمر بالعدل والاحسان فتولية أبي بكر وعمر من عدل الله الذي أمر به فإن لقيت الله بهذه المقالة لقيته وأنت من الخاسرين. قال عثمان وقلت له يومًا:

ادع الله لي. فقال: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.  

بسم الله الرحمن الرحيم 

" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ُأجيب دعوة الداعي إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " . ثم قال يا عثمان ! إن الله سبحانه لم يخص أحدًا، ولم يحصرها عن أحد، فيا من أمر بذلك هب لنا ولعثمان العافية في الدنيا والآخرة.