صفحة:عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.pdf/567

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

{ ۱۶ ) النقباء هولاء الذين يريدون قنائنا اتاذن لي أن أظام بقدمي أفشخهم فقال الملک لا أتركهم حتى يرجعوا إلى قومهم يعرفونهم حالنا وقوتنا وضعفهم فرجمع ذكروا للقوم ما شاهدوا امتنع القوم عن دخول الشام وقالوا أن فيها قوما جبارين وكان من النقباء يوشع بن نون ابن عمر موسى وكالب بن يوفنا زوج اخت موسى قالا يا قوم ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وجد موسى وهارون جدا عظيما فقالوا انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيـنـا فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون فحبسهم الله تعالى في النيه اربعين سنة فاتوا كلهم سوى يوشع وكالب وأوحى الله تعالى الى يوشع فدخل الشام بأولاد الممتنعين وفتحها فامره الله تعالى أن يدخلوا مدينة أريحـا سجدا لله تعالى شكرا قايلين حملة اي سوالنا حظ ذنوبنـا وكانوا يدخلونهـا على استاعهم قايلين حنطة فسخط الله عليهم ورماهم بالطاغين فهلك منهم آلاف مؤلفة وذلك قوله تعالى فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزأ من السماء بما كانوا يفسقون * الاسكندرية وفي المدينة المشهورة بمصر على ساحل البحر اختلف أهـل السير في بانيها فنهم من ذهب إلى أن بانيهـا الاسكندر الأول وهو ذو القرنين سلوكوس الرومي الذي جال الارض وبلغ الظلمات ومغرب الشمس ومطلعها وسد على ياجوج وماجوج كما أخبر الله تعالى عنه وكان إذا بلغ موضعا لا ينفد أتخذ هناك تمثالا . من النحاس ماذا يده اليمنى مكتوبا عليهـا ليس وراعي مذهب ، ومنهم من قال بنـاهـا الاسكندر بن دارا ابن بنت الفيلغوس الرومي شبهوه بالاسكندر الاول لانه ذهب الى الصين والمغرب ومات وهو ابن اثنتين وثلثين سنة والاول كان مومنا والثاني كان على مذهب استاذه أرسطاطاليس وبين الأول والثانى دهر طويل، قيل ان الاسكندر لما هم ببنـاء الاسكندرية وكانت قديما مدينة من بناء شداد عد كان بها آثار العمارة والاسطوانات التجرية ذبح ذبايح كثيرة للقرابين ودخل عيكلا كان لليونانيين وسال ربه أن يبين له أمر هذه المدينة هل يتم ام لا فرأى في منامه قائلاً يقول له انك تبنى هذه المدينة ويذهب صيتها في الافاق ويسكنها من الناس ما لا يحصى عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويصرف عنها السموم ويطوى اشدة الحر والزمهرير ويكعم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل وأن جلبت الملوك اليها جنودهم لا يدخلها ضرر، فاتي الاسكندر موضعها وشاهد طيب هوائها وأثار العمارة القديمة وعمدا كثيرة من الرخام عنها