صفحة:عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.pdf/476

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(0) كلهـا يتم الهيئة الاجتماعية ومتى فقد شيء من ذلك فقد اختلت الهيئة الاجتماعية كالبدن أذا فقد بعض أعضائه فيتوقف نظام معيشة الانسان ثم عند حصول الهيئة الاجتماعية لو اجتمعوا في حراء لناذوا بالخير والبرد والمطر والرياح ولو تستروا بالخيام والخرداهـات لم يامنوا اشكر اللحوم والعدة ولو اقتصروا على الحيطان والابواب كمــا ترى في القرى الة لا سور لها لم يأمنوا صولة ذي البأس فالهمهم الله تعالى اتخاذ السور والخندق والفصيل فحدثت المدن والامصار والقرى والديار ثم أن الملوك الماضية لما أرادوا بنـاء المدن أخذوا أراء الحكماء في ذلك فالحكماء اختاروا أفضل ناحية في البلاد وأفضل مكان في الناحية واعلى منزل في المكان من السواحل والجبال ومهب الشمـال لانها تفيد صحة ابدان اهلها وحسن أمزجتها واحترزوا من الاجسام والجرايي وأعماق الارض فانها تورث كربا وعرما واتخذوا للمدن سوراً حصينا مانعا وللسور أبوابا عدة حتى لا يتزاحم الناس بالدخول والخروج بل يدخل ويخرج من أقرب باب اليه واتخذوا لها فهندرا الامكان ملك المدينة والنادي لاجتماع الناس فيه وفي البلاد الاسلامية المساجد والجوامع والاسواق والخانات والخامات ومراكض الخيل ومعاطن الابل ومرابض الغنم وتركوا بقية مساكنها ندور السكان فاكثر ما بناهـا الملوك العظمـاء على هذه الهيئة فترى اهلهـا موصوفين بالامزجة الصحيحة " والصور الحسنة والاخلاق الطيبة والحساب الاراة الصالحة والعقول الوافرة وأعتبر ذلك مسكنه لا يكون كذلك مثل الديام " والجيل والاكراد والتركمان وسكان البحر في تشويش طباعة وركاكة عقولهم واختلاف صورت ثم اختصت كل مدينة لاختلاف تربتها وهوائها خاصية عجيبة واوجد الحكماء فيها طلسمات غربية ونشأ بها صنف من المعادن والنبات والحيوان لم يوجد في غيرها واحدث بها أهلها عبارات عجيبة ونشأ بها أناس فاقوا امثالهم في العلوم والاخلاق والصناعات فلنذكر ما وصل الينا من خاصية بقعة بقعة ان شاء الله تعالى * 05. المقدمة الثانية خواص البلاد ، وفيها فصلان الفصل الأول في تأثير البلاد في سكانها، قالت الحكماء أن الارض شرق وغرب وجنوب وشمال ها تنافي في التشريق وتحته منه المطلع فهو مكروه لا روه لفوط حرارته وشدة اشراقة فان الحيوان يحترق بهـا نورا الصورة * " وحاسن . ( لمكان ( صولة في 0 ( مكرا للصوص (1 الحر والجبال والخيل .