صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عبقرية محمد السياسية

سياسة الخصوم والأتباع

السياسة على معان كثيرة في العرف الحديث..

فمنها ما يكون بين بعض الدول وبعض من المراسم والعلاقات ومنها ما يكون بين هذه الدول من معاهدات وخطط في أعمالها الخارجية ، ومنها ما يكون بين الراعي ورعيته ، أو بين الأحزاب والوزارات من برامج ودعوات ، ولكل معني من هذه المعاني اصطلاحه في العرف الحديث ، وأن جمعتها كلمة السياسة في اللغة العربية.

وقد تولى النبي عليه السلام أعمالا كثيرة مما يطلق عليه لفظ السياسية في عموم مدلوله .. ولكننا لا نعرف بينها عملا واحدا هو أدخل في أبواب السياسة ، وأجمع لفرو بها ، وأبعد عن المشاركة في صفة القيادة العسكرية أو صفة الوعظ العلني أو سائر الصفات التي اتصف بها عليه السلام من عهد الحديبية في مراحله جميعا ، منذ ابتدا بالدعوة إلى الحج الى أن انتهى بنقض الميثاق (۱) على أيدي قريش ففي عهد الحديبية تجلی (۲) تدبير محمد في سياسة خصومه وسياسة أتباعه ، وفي الاعتماد على السلم والعهد، حيث يحسنان ويصلحان ، والاعتماد على الحرب والقوة حيث لا تحسن المسالمة ولا تصلح العهود بدأ بالدعوة إلى الحج ، فلم يقصره في تلك السنة على المسلمين المصدقين لرسالته بل شمل به كل من أراد الحج من ابناء القبائل العربية التي تشارك المسلمين في تعظيم البيت والسعي اليه ، فجعل له وللعرب أجمعين قضية واحدة في وجه قريش ، ومصلحة واحدة في وجه مصلحتها ، وفصل بذلك بين ا- العهد 2- ظهر و