صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

غنيمة أعدائك التي اعطاك الرب الهك..» ( اصحاح ۱۰ الى ۱٥ تثنية).

وينبغي أن يسأل الناقدون أنفسهم بعد هذا: ماذا كان مصير المسلمين لو ظفرت بهم الأحزاب؟

فالقضاء الذي قضاه النبي في بني قريظة عدل وحكمة وصواب وما من احد يقضي غير ذلك القضاء، وهو مؤتمن على مصير أمة يرحمها من غدر أعدائها ومن لددهم1 في خصومتها، ومن استباحتهم كل منكر في التربص والوثبة بعد الوثبة عليها.

وان حملة تأديبية واحدة من حملات العصور الحديثة يحملها قوم مسلحون على قوم عزل يذودون2 عن أوطانهم وحقوقهم، لفيها من البطش والتعذيب ما لم يحدث قط نظير له في عقاب بني قريظة، ولا في جميع الحروب التي نشبت بين النبي عليه السلام و بين أعداء له ولدينه، هم المتفوقون عليه في العدد والثروة والسلاح.

ان عبقرية محمد في قيادته لعبقرية ترضاها فنون الحرب، وترضاها المروءة، وترضاها شريعة الله والناس، وترضاها الحضارة في أحدث عصورها، ويرضاها المنصفون من الأصدقاء والأعداء


  1. شدتهم في الخصومة
  2. يدافعون
٥٨