صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 € < فها هو دعواها ودعوى القبائل الأخرى ، ثم أفسد على قريش ما تعمدوه من اثارة نخوة (1) العرب وتوجيهها إلى مناواة (۲) محمد والرسالة الإسلامية ، فليس محمد وأصحابه أناسا معزولين عن النخوة العربية يضعون من شأنها ويبطلون مفاخرها ، ولكنهم اذن عرب ينتصر بهم العرب ولا يذلون بانتصارهم ، أو يقطعون ما بينهم و بين آبائهم وأجدادهم ، فاذا خالفوا قريشا في شيء ، فذلك شأن قريش وحدهم ، أو شأن المنتفعين من قريش بالسيطرة على مكة ، وليس هو بشأن القبائل أجمعين ثم أفسد على قريش من جهة أخرى ما تعمدوه من اغضاب العرب على الاسلام ، بما ادعوا من قطعه للأرزاق ، وتهديده للأسواق التي يعمرها الحاج ويستفيد منها النادون (۳) الى مكة والرائحون (4) منها محمد نفسه يأخذ معه المسلمين إلى مكة كما يأخذ معه من شاء مصاحبته من غير المسلمين قصاد البيت الحرام ، فاذا حال بينهم حائل و بين ما يقصدون اليه ، فتلك جنايته وذلك وزره على نفسه وعلى قومه .. ولا وزر فيما أصاب الأرزاق أو أصاب الأسواق على المسلمين وقد سمعنا كثيرا في العصور الحديثة عن المقاومة السلبية أو المقاومة التي تجتنب العنف ولا تعتمد على غير وجه الحق والحجة سمعنا بها في الحركة الهندية التي قام على راسها غاندي و تابعه فيها بعض مرید یه ، حتى كان لها من الأثر في ازعاج الحكومة البريطانية ما لم يكن للقنابل ولا للمشاغبات الدامية وقيل يومئذ ، ان غاندي قد تتلمذه في هذه الحركة على المصلح الروسي الكبير ليون تولستوي .. وقيل ، بل هو أحرى أن يعرفها من آداب البرهميين والبوذيين التي تحرم ايذاء الحيوان فضلا عن الانسان ، قبل أن يشرع ليون تولستوي مذهبه الجديده والذين قالوا بهذا الرأي الأخير استبعدوا أن يتفق المسلمون والبرهميون والبوذيون على حركة غاندي و تبشيره بتلك المقاومة السلبية ، لاعتقادهم أن الاسلام قد شرع للقتال فلا يوائم (5) ا- النخوة : الفخر والكبرياء والعظمة و معاداة ۳ - القادمون - الخارجون و - يوافق . 1.