صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها . فقال عليه السلام : قل يا أبا الوليد . فقال : يا ابن أخي ! ۰۰ آن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وان كنت تريد شرفا سود ناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك ، وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا ، وان كان الذي يأتيك ردیا(۱) من الجن لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه » . فما زاد عليه السلام على أن أجابه بآيات من القرآن الكريم ثم تر که يعود كما أتی 6 ثم أدرك النبي غاية ما سعى اليه فلم يدخل له المال ولا المتاع في حساب ، ولم يكن التعيم المستطاع أفعل في اغرائه من النعيم الموعود ، بل كان النعيم المستطاع فوق ما حلم به عتبة بن ربيعة وكان النبي أزهد فيه من زهره في النعيم الموعود فلم كل هذا ؟ لم هذا الجهاد ؟ و لم هذا العناء (۲) ؟ ولم هذا الصبر ان لم يكن في سبيل الايمان ؟ وأي نبي له من الايمان شفاعة أكبر من هذه الشفاعة ، ورسالة أكبر من هذه الرسالة ؟۰۰ وأي انسان يعرف تعظيم الأنبياء ان لم تظفر نبوة محمد عنده . بالتعظيم ؟ التاريخ هو فيصل التفرقة بين محمد وشانئيه (۳) : حكمه أنفذ من حكم الشانئين والاصدقاء ، وأنفذ من حكم المشركين والموحدين ، و أنفذ من حكم المتدينين و الملحدين وقد حكم له أنه كان في نفسه قدوة المهد بين ، وكان في عمله أعظم الرجال أثرا في الدنيا ، و كان في عقيدته مؤمنا يبعث الايمان ، مصاحب دين يبقى ما بقيت في الأرض أديان - و سيطلع في الأفق هلال و يغيب هلال ، و سيذهب في الليل قمر ويعود قمر ، وتتعاقب هذه الشهور التي كأنها جعلت التاريخ ما بين الصدور، لأن الناس لا يؤرخون بها مواسم الزرع ، ولا مواعد الاشغال ، ولا أدوار الدواوين والحكومات ، ولا ينتظرونها الا هداية مع الظلام ، وسكينة مع الليل : أشبه شيء بهداية العقيدة في غياهب (4) الضمير 4 أنه حكم الله . . ده 9 . ا- هسا 2- التعب ۳ - حيفضية - اي ظلمات . 100