صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كان منها أن محمدا عر بي يحرص على العقب(۱) من بعده كحرص كل رجل من أبناء القبائل وأصحاب العصبية : فخورون بالنسب ، فخورون بالعقب، يحفظون سيرة السلنا ويتوقون (۲) الى استبقاء الخلف على نحو لا يعهده الحضريون (۳) وان كان حب النارية فطرة مركبة في جميع الطباع . و محمد كان يحب التكاثر (4) لنفسه ، ويحبه لأمته ويوصي المسلمين أن يستكثروا من النسل ما استطاعوا ، ليفاخر بهم الأمم وفرة وعزة ، فاشتياقه الى العقبة من الذكور خليقة عربية تقترن بالخليقة (5) الانسانية والخليقة النبوية ، فتزداد قوة على قوتها التي ركبت في جميع الطباع و كان من أسباب هذا الشوق القوي : طول العهد بالأبناء بعد من ولدتهم له السيدة خديجة رضي الله عنها ، وشماتة أناس من شانئيه سماه بعضهم بالأبتر (6) لانقطاع معظم نسله : وفي ذلك نزول الآية الكريمة : «ان شانئك هو الأبتر (۷) فقد مضي نيف وعشرون سنة لم تلد له في خلالها زوجة من زوجاته ، ومات في هذه الفترة كل أولاده ما عدا فاطمة رضي الله عنها التي ماتت بعده بقليل : مات القاسم ، والطاهر ، طفلين وماتت زينب ، ورقية ، و أم كلثوم ، بعد أن تزوجن ، ولم يتعوض من فقدهن ما يعزیه بعض العزاء فجيعة تضاعف الشوق الى الوليد المأمول و طول انتظار يضاعف الحب له ، كما يضاعف الشوق اليه : ولسنا ندري لم طالت الفترة التي مضت على أزواج النبي جميعا بغير عقب ؟ ولكنا لا نستبعد تحليلها باجتماع المصادفات التي لا يندر أن تجتمع في أمثال هذه الأحوال : فعائشة البكر التي لم يتزوج النبي بكرا غيرها قد مات عنها عليه السلام وهي دون العشرين ، و هي سن قد تبلغها المرأة ولا تلد ، وان كانت ولودا فيما بعدها . أما أزواجه الأخريات اللاتي تزوجن قبله فلا نعلم من أخبارهن أنهن أعقبن لأزواجهن الاولين خلفا غير رملة أم 4 H ا. أي الولد والذرية 2- يشتاقون ۲- اي اهل المدي - كثرة 0- الطبيعة 6 - الإبئر : من 4 عقي له ۷ - الآية : من سورة الكوثر . ۱۲۳