صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حبيبة ، و هند بنت أمية المخزومية ، وهذه كانت مسنة اليوم بشی بها النبي عليه السلام ، و في عمر لا يستغرب فيه امتناع الولادة • فكلهن ما عدا هاتين لم يلدن للنبي ولا لزوج قبله ، و اجتماع هذه المصادفة ليس بالعجيبة المعضلة التي يصعب تعليلها ، اذا تذكرنا أن النبي قد توخی(۱) في اختيارهن تلك الأغراض العامة التي أجملناها في الفصل السابق ولم يتحر منها النسل خاصة : و هي : الايواء الشريف والمصاهرة . و بعضهن - بل معظمهن - قد لقين من الشدائد والمخاوف وعناء (۲) الهجرة البعيدة، ما يعقم الولود . فاذا أضفنا الى ذلك معيشة الكفاف ، وضريبة العظمة النبوية التي أشرنا إليها على سبيل الاحتمال ، واشتغال النبي فيما بين الخمسين و الستين بتعزيز الدين و قمع (۳) الفتن ودرء (4) الاخطار - لم يكن فهم تلك الظاهرة الحيوية بالأمر العصي على التعليل

حزن الأبوة طال اشتياق النبي إلى الوليد المأمول ، وتجدد اشتياقه في أثر كل زواج ، حتى جاءته مارية القبطية من قطر بعيد ، ومن معدن غير المعدن الذي يختار ، لايواء المحزونات وتقريب الأسر والعصبيات ، فبشرت النبي بعقب لعله غلام ، واجتمع في هذه البشارة اشتياق نيف وعشرين سنة ، ورجاء لا ينتهي بانتهاء الزمان ۰۰"وولد ابراهيم ! ۰۰ ولد الطفل الذي نظر ابوه اليه يوم موا مولده فامتد به الأمل مئات السنين بل ألوف السنين ، و تخير له الاسم الذي وراءه أعقاب كأعقاب جده الأعلى ، ليكون أبا و یکون له أحفاد ، و يكون أحقاد ثم مات ذلك الطفل الصغير ومات ذلك الأمل الكبير مات كلاهما والأب في الستين .. أي صدمة في ختام العمر ؟ ۵ الأحفاده من بعدهم ا - تجري وقمد ۲- مشقة ۲- ضربه - دفع • ۱۲