صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 عن ضريبة الذرية في بعض الأحوال . فأين ترانا نجد تلك الضريبة في أرفع حالة وأغلى قيمة ان لم نجدها في رسالة نبوية، تتناول الأجيال بعد الاجيال ، وتتناول الملايين في كل جيل ؟ .. وأي أبوة انسانية تغني عن أبوة اللحم والدم كما تغني أبوة النبي الذي يتكفل بتربية الأرواح في أمته ، وفي أمم لا يلقاها في زمانه ، و أمم لا تزال تستجد بعد زمانه إلى أقصى الزمان ؟ نذكر هذا حين نذكر حظ (۱) محمد من الأبوة الروحية و من الأبوة النوعية ، و ثرى تكافؤا في الجانبين جديرا بالملاحظة والاعتبار الا ما أثقل ثمن الاصلاح ! الا ما أحق المصلحين بالتمجيد وحسن الجزاء • فمحمد الأب كان أصلح الآباء ، ثم فجع في بنية فجيعة (۲) لا يداري فيها ألم الانسان الا صبر الأنبياء ومن الناس من لا يكون صديقا صالحا ، ولا سيدا صالحا ولا زوجا صالحا ، ولكنه أب صالح بره ببنيه لأن الرحم بين الآباء والأبناء أدنى الأرحام الى المودة وأحراها بتحريك الشفقة فيمن لا يشفق على أحد فكيف تكون الأبوة في نفس صلحت للصداقة ، وصلحت للسيادة ، وصلحت للزوجية، لأنها تصلح للعطف الذي يعم القريب والغريب ، ويشمل القوي والضعيف ؟ ذلك أب تعلم كيف يفرح بابنائه 4 6 6

4 ونعلم كيف يحزن حين يفجع في أولئك الأبناء و من الراجح أن الملف الأبوي لم يتمثل قط في مولد أحده من أبناء محمد عليه السلام كما . تمثل في مولد ابنه الذي سماه باسم جده الأكبر أملا في أن يصبح بعده خليفته الأكبر " ولعل العطف الأبوي قد تمثل في تشييع هذا الطفل الصغير ، أشد من تمثله في استقباله ميلاده كانت أسباب كبيرة توحي إلى قلب محمد العظيم شوقه الطويل الى استقبال ذلك الوليد : ا- نصيب ۴- الفجيعة : المصيبة