صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

9 من اللذات الحس في ريعان صباه ، ولم يسمع عنه انه لها كما يلهو الفتيان حين كانت الجاهلية تبيح ما لا يباح .. بل عرف بالطهر والأمانة واشتهر بالجد والرصانة (۱) • وقام بالدعوة بعدها فلم يقل أحد من شانئيه ، والناعين عليه ، والمنقبين وراءه عن أهون الهنات (۲): تعالوا یا قوم قانظروا هذا الفتى الذي كان من شأنه النساء كيت وكيت يدعوكم اليوم الى الطهارة والعفة ونبذ الشهوات .. كلا.. لم يقل أحد هذا فقط شانتيه وهم عديد لا يخفي ، ، ولو كان لقوله موضع لجرى على لسان الف قائل ولما بنى بأولى زوجاته - خديجة - لم تكن لذات الحس في التي سيطرت على هذا الزواج، لأنه بنى بها وهي في نحو الأربعين وهو في نحو الخامسة والعشرين، و نيف (۳) على الخمسين ، و أوتي الفتح المبين ، وليس له من زوجة غيرها ولا من رغبة في الزواج بأخرى ، ولم يكن وفاؤه لها بقية حياته وفاء المرء للذات حس ، او ذکری متاع جمیل ، لأنه فضلها على عائشة في صباها وهي احب نسائه اليه ، و كانت عائشة تغار منها في قبرها ، فلم يكتمها قط أنه يفضلها عليها قالت له مرة : هل كانت الا عجوزا بدلك الله خيرا منها ، فقال لها منضبا : « لا والله ما ابدلني الله خيرا منها - آمنت اذ كفر الناس ، وصدقتني اذ كذبني الناس ، وواستني بمالها آذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء . فلهذا أحب خديجة، ووفي لها، وفضلها ولم يمح ذكراها من نفسه قط من أعقبتها من الزوجات الفتيات : وفاء قلب، وليست الذات حس ، ولا ذكری متاع جميل 4 أسباب تعدد زوجاته ولو كانت لذات الحس هي التي سيطرت على زواج النبي بعد وفاة خديجة، لكان الأحجی (4) بارضاء هذه الملذات أن يجمع النبي اليه تسعا من الفتيات الأبكار اللائي اشتهرن بفتنة الجمال في مكة والمدينة والجزيرة العربية ، فيسرعن اليه راضيات ا- الرصين : الممكم القابت ۲ - اي الرست ۲ - زاد - الامر ۱۰۸