صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 وماذا كلفه الاحتفاظ بالنساء حتى يقال أنه كان يفر له في میله الى النساء ؟ هل كلفه أن يخالف ما يحمد من سنته، أو يخالف ما يحمد من سيرته ، او يترخص فيما يرضاه أتباعه ولا ينكرونه عليه ؟ لم يكلفه شيئا من ذلك ، ولم يشغله عن جليل أعماله وصغيرها ولم نر هنا رجلا تغلبه لذات الحس كما يزعم المشهرون ، بل راینا رجلا يغلب تلك الملذات في طعامه ومعيشته وفي ميله إلى نسائه .. فيحفظها بما يملك منها ولا يأذن لها أن تسومه (۱) ضريبة مفروضة عليه ، ولو كانت هذه الضريبة بسطة (۲) في العيش قد ينالها اصغر المسلمين ، ولا شك في قدرة النبي عليها لو اراد رجل الجد والرصانة وهكذا نبحث عن الرجل الذي توهمه المشهرون من مؤرحي أوربا فلا نرى الا صورة من أعجب الصور التي تقع في وهم واهم نرى رجلا كان يستطيع أن يعيش كما يعيش الملوك ، ويقنع مع هذا بمعيشة الفقراء ، ثم يقال انه رجل غلبته لذات جسه ! ونرى رجلا تألیت (۳) عليه نساؤه، لأنه لا يعطيهن الزينة التي يتحلين بها لعينيه ثم يقال أنه رجل غلبته لذات حسه ! • ونرى رجلا اثر معيشة الكفاف (4 ) و القناعة على ارضاء نسائه بالتوسعة التي كانت في وسعه، ثم يقال انه رجل غلبته لذات حسه ؟ ذلك كلام لو شاء المشرون أن يرسلوه كلاما مضحكا مستغربا الأفلحوا فيما قالوه أحسن فلاح ، أو لعله أقبح فلاح ! ويزيد في غرابته أن الرجل الذي توهموه ذلك التوهم لم يكن مجهولا قبل زواجه ولا بعد زواجه فتخبط (2) فيه الظنون ذلك الخبط الذريع (1) - محمد كان معروف الشباب قبل قيامه بالدعوة الدينية ، كأشهر ما يعرف فتى من قريش وأهل مكة كان معروفا من مياه الي كهولته ، فلم يعرف عنه أنه استسلم 6 ! ا- حل ؟ - اي سعة ۳ - ای تجمع عليه - القوت الضروري - اي تضرب - العریع و ۱۰۷