من ومن قبيل هذا رکوعه له ذليلا خاشعا يوم أمر أبا سفيان أن ينقل الحجر . مكانه فنقله ، فخشع لله الذي جعله يأمر أبا سفيان في شعاب مكة فيستمع لما أمر وليس هذا وأشباهه تصاغرا يكشفه الصغر ، انما هو تصاغر يكشف القوة والاعتداد بها ويكبحها بعنان متين هو نفسه دليل القوة والاعتداد بل يشاء بأس هذا البطل أن تتمادى فيه الصفات الى غايتها وهي متناقضة في النظرة الأولى ، فاذا بهذا التمادي يردها إلى الوفاق والتكاف ما بينها من ظواهر الاختلاف. فمما رأيناه أنه عادل يفوق العدول ، وقوى يفوق الأقوياء .. فاذا . العدل والقوة فيه وفقان متساندان لا يختصمان ولا يتناقضان ومما رأيناه انه بطل تعجب بطولته الأصدقاء والخصوم ، ثم هو في اعجابه بالبطولة كأنه خلو من دواشي الاعجاب وبقى من موافقاته النادرة أن الاعجاب عنده لا ينقض الاستقلال ، ولا يهدد « الشخصية » بالفناء والزوال ، فيعجب بمن يفوقه غاية الاعجاب ويحتفظ معه باستقلال رأيه غاية الاحتفاظ ، ولا يتناقض الأمران . فلم يكن أحد يعجب بمحمد أكبر من اعجاب عم ولم يكن أحد مستقلا برايه في مشورة محمد أكبر من استقلال فهو آية الآيات على أن فضيلة الاعجاب لا تغض من صراحة الرأي عند ذي الرأي الصريح مصارحة النبي عليه السلام برای يراه ، ولو كان ذلك الرأي من أخص الخصائص التي يقف عندها الاستقلال فيحمد في بيته وهو صاحبه ، ومحمد في شريعته وهو صاحبها ، كان يستمع إلى عمر حين يقترح ، وحين يستنزل الأحكام ، وحين يستدعي الوحي في أمر من الأمور فكان يشير على النبي عليه السلام أن نساءه ، ويبلغ ذلك عمر . فما أحجم عمر قط عن 6 لحجب
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/146
المظهر