صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

واهدهم من ضلالهم حتى يعرف الحق من جهله ، و يرعوي عن الغي والعدوان من لهج به». وربما شذ عن سنته هذه في بعض الأحايين فاذا به لا يشذ عنها الأكا يشذ الفرسان حين تغلبهم بوادر اللسان .. فندر بين رجال السيف من يسمع الكلمة المغضبة فلا ينطق لسانه بكلمة عوراء يجاري بهـا غضبه الذي طبع على ابدائه ولم يطبع على كتمانه.

ومن قبيل هذا كلمات قالها على في ابن العاص وفي معاوية وفي الأشعث بن قيس وغير هؤلاء. ولكنه لم يجعلها ديدنا له كما سبوه على المنابر وأشاعوا مذمته بين أهل الأمصار .

شغب عليه الأشعث بن قيس ومرد عليه الجند وأفشى بين أنصاره الفتنة وقاطعه مرة وهو يخطب على منبر الكوفة فأغضبه وهاج غيظه فبدره بقوله : ( عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين : حائك بن حائك ، منافق ابن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى ، فها فداك من واحدة منها ما لك ولا حسبك ، وأن امرأ ولى على قومه السيف وساق إليهم الحتف لحري" أن يمقته الأقرب ولا يأمنه الأبعد ».

***

وطفق ابن العاص ينعته بين أهل الشام بالهزل والدعابة ويأمر بسبه على المنابر حتى وجب رده وادحاض زعمه، فقال رضي الله عنه في بعض

خطبه : عجبا لابن النابغة !.. يزعم لأهل الشام ان في دعابة ، اني امرؤ

–٣٩–