صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهو ملقى على الأرض مكشوف السواة لا يبالي أن يدفع عنه الموت بما حضره من وقاء، فصدف بوجهه عنه آنفا ان يصرع رجلا يخاف الموت هذه المخافة التي لا يرضاها من منازله في مجال صراء. ولو غير على أتيح له أن يقضي على عمرو لعلم انه قاض, على جرثومة عداء ودهاء فلم يبال أن يصيبه حيث ظفر به، ولا جناح عليه.

***

لقد كان رضاء من الآداب في الحرب والسلم رضا الفروسية العزيزة من جميع آدابها ومأثوراتها.

فكان يعرف العدو عدوا حيثما رفع السيف..لقتاله ولكنه لا يعادي امرأة ولا رجلا موليا ولا جريحاعاجزا عن نضال ولا ميتا ذهبت حياته ولو ذهبت في سبيل حربه.. بل لعله يذكر له ماضيه يومئذ فيقف على قبره ليبكيه ويرثيه ويصلي عليه.

وهذه الفروسية هي التي بغضت اليه أن ينال أعداءه بالسباب وليس من دأب الفارس أن ينال" أعداءه بغير الحسام.

فلا سمعَ قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حروبهم بصفين قال لهم : « اني أكره أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان

سبكم اياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم،

–٣٨–