صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ثم قال راوي الخبر ما معناه أن "معاوية سأل أصحابه فأشاورا عليه أن يحول بين علي وبين المورد غير حافل بدعوته إلى السلم ولا بدعوته الى المفاوضة في أمر الخلاف ، فأنفذ معاوية مددا الى حراس المورد يحمونه ويصدون من يقترب منه ، ثم كان بين العسكرين تراشق بالنبل فطعن بالرماح فضرب بالسيوف حتى اقتحم أصحاب على طريق الماءو ملكوه .

وهنا الفرصة الكبرى لو شاء على أن يهتبلها ، وأن يغلب أعداءه بالظما كما أرادوا أن يغلبوه به قبيل ساعة .. وقد جاء أصحابه يقولون : والله لا نسقيهموه . فكأنما كان هو سفير معاوية وجنده إليهم يتشفع لهم ويستلين قلوبهم من أجلهم . وصاح بهم : «خذوا من الماء حاجتكم وأرجعوا إلى عسكركم وخلوا عنهم ، فإن الله عز وجل قد نصر كم عليهم بظلمهم وبغيهم» ۔

ولاحت له فرصة قبل هذه الفرصة في حرب أهل البصرة ، فابي أن يهتبلها وأغضب أعوانه انصافا لأعدائه ، لأنه نهاهم أن يسلبوا المــال ويستبيحوا السبي وهو في رأيهم حلال . قالوا : أتراه يحل لنا دماءهم ويحرم علينا أموالهم ؟ .. فقال : ( إنما القوم أمثالكم ، من صفح عنا فهو منا ونحن منه،ومن لج حتى يصاب فقتاله مني على الصدر والنحر وسن لهم سنة الفروسية أو سنة النخوة حين أوصاهم ألا يقتلوا مدبراً ولا يجهزوا على جريح ولا يكشفوا ستراً ولا يمدوا يدا الى مال .

ومن الفرص التي أبت عليه النخوة أن يهتبلها فرصة عمرو بن العاص

–٣٧–