صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نخوة الفروسية غايتها المثلى ، ولا سيما في معاملة الضعفـاء من الرجال والنساء . فلم ينس الشرف قط ليغتنم الفرصة ، ولم يساوره الريب قط في الشرف ، والحق انها قائمـان دائمان كانهما مودعان في طبائع الأشياء . فاذا صنع ما وجب عليه فلينس" من شاءوا ما وجب عليهم، وإن أفادوا كثيرا وباء هو بالخسار..

أصاب المقتل من عدوه مرات فلم يهتبل الفرصة السانحة بين يديه، لأنه أراد أن يغلب" عدوه غلبة الرجل الشجاع الشريف ، ولم يرد أن يغلبه أو يقتص منه كيفما كان سبيل الغلب والقصاص ..

قال بعض من شهدوا معركة صفين : لما قدمناعلى معاوية وأهل الشام بصفين وجدناهم قد نزلوا منزلا اختار وه مستويا بساطاً واسعاً وأخذوا الشريعة .. أي مورد الماء ... فهي" في أيديهم . وقد أجمعوا على أن يمنعونا الماء . ففزعنا الى أمير المؤمنين فخبر ناه بذلك فدعا صعصعة بن صوحان فقال له : إنت معاوية وقل له انا سرنا مسيرنا هذا اليكم ونحن نكره قتالكم قبل الاعذار اليكم ، وانك قدمت الينا خيلك ورجلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك و بدأتنا ، ونحن من رأينا الكف عنك حتى ندعوك ونحتج عليك ، وهذه أخرى قد فعلتموها اذ حلتم بين الناس وبين الماء . والناس غير منتهين أو يشربوا فابعث إلى أصحابك فليخلوا بين الناس وبين الماء ويكفوا حتى ننظر فيما بيننا وبينكم وفيها قدمنا له وقدمتم له...

–٣٦–