- أنواع الفعل ، وأحكامها ثم بينت أن حكم فعل الأمر في الأصل البناء على السكون ، كاضرب ، وأذهب ؛ وقد يُبنى على حذف آخره ، وذلك إن كان معتلاً ، نحو اغز، واخش ، وازم ؛ وقد يبنى على حذف النون ، وذلك إذا كان مُسْتداً لألف اثنين ، نحو ( قوماً ، أو واو جمع ، نحو ( قوموا » أو ياء مخاطبة ، نحو «قويى» ؛ فهذه ثلاثة أحوال الأمر أيضاً ، كما أن للماضي ثلاثة أحوالي . a ولما كان بعض كلمات الأمر مختلفاً فيه : هل هو فعل أو اسم ؟ نبهت عليه ، كما فقلتُ مثل ذلك في الفعل الماضى ، وهو ثلاثة : هلم ، وهات ، وتعال. فأما ( ملم ، فاختلف فيها العرب على لغتين : إحداهما : أن تلزم طريقة واحدة ، ولا يختلف لفظها بحسب من هي مُسْتَدَة إليه ؛ فتقولُ : هَم يَا زَيْدُ ، ومَهُمْ يَا زَبْدَانِ ، وَهُمْ يَا زَيْدُونَ ، وَهُمْ يَا عِندَ ، ولم يأهِندَانِ ، وَهَكُمْ يَأهِندَاتُ ، وهى لغة أهل الحجاز ، و بها جاء التنزيل ، قال الله تعالى : ( وَالْقَائِلِينَ لإخْوَانِهِمْ هَكُم إِلَيْنَا () () أي انتوا إلينا ، وقال تعالى : ) قُلْ مَكُرٌ شُهَدَاءكُمْ ) (٢) أي : أخفيرُوا شهداءكم ، وهي عندهم اسم فعل ، لا فعل أمر ؛ لأنها وإن كانت دالة على الطلب، لكنها لا تقبل ياء المخاطبة والثانية : أن تلحقها الضمائر البارزة ، بحسب من هي مُسْتَدَةٌ إليه ؛ فتقول : م ، وهَكما ، وهَدُمُوا ) ، وهَلْمُسْنَ ، بالفك وسكون اللام ، وهى ، [ وهي لغة بني تميم ] ، وهى عند هؤلاء فعل أمر ؛ الدلالتها على الطلب وقبولها ياء المخاطبة . وقد تبين بما استشهدت به من الآيتين أن « هلم» تستعمل قاصرة ومتعدية. وأما « هات » و « تَعَالَ ، فَعَدَّها جماعة من النحويين في أسماء الأفعال (1) من الآية ١٨ من سورة الأحزاب (۲) من الآية ١٥٠ من سورة الأنعام " (۳) وفي صحيح البخارى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه هدوا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده )
صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/31
المظهر