شرح قطر الندى : لابن هشام أى بليل مَقُول فيه نامَ صاحِبَهُ . تركبة ولما فرغت من ذكر علامات الماضى ، وحكمه ، وبيان ما اختلف فيه منه ، تفيت بالكلام على فعل الأمر ؛ فذكرتُ أن علاقته التي يعرف بها من مجموع شيثين ، وهما : دلالته على الطلب ، وقبوله ياء المخاطبة ، وذلك نحو « قُمْ ، فإنه دال على طلب القيام ، ويقبل ياء المخاطبة ، تقول إذا أمرت ه المرأة ( قوى ، وكذلك : ( اقْعُدْ ، وَأَقْعَدِي ، وَاذْهَبْ ، وَاذْهَبي ، قال الله تعالى : ( فكلي واشربى وَقَرَى عَيْنا ) ) . فلو ذات الكلمة على الطلب ولم تقبل ياء المخاطية ، نحو «صة ، بمعنى اسکت ، و امه ) بمعنى اكتف ، أو قبلت ياء المخاطبة ولم تدل على الطلاب محو و أنت يا هند تقومين وتأكلين » لم يكن فعل أمر . (1) . 1 من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ؛ وقوله جانب من « جانبه » فاعل بمخالط ومخالط مضاف والهاء ضمير الغائب مضاف إليه الشاهد فيه : قوله ( بنام ) فإن الباء حرف جر ، ونام فعل ماض ، وهذان أمران متفق عليهما بين السكوفيين والبصريين ، ومن المتفق عليه بينهما أيضا أن حرف الجر لا يدخل في اللفظ والتقدير جميعها على الفعل ، وإذا كان ذلك كذلك فقد انفقوا على أن هذه الباء داخلة في التقدير على اسم، كما قررنا في الإعراب ، وقد روى البصريون هذا البيت لإبطال حجة السكوفيين القائلين إن «نعم» اسم بدليل دخول حرف الجر عليها ، وطريق الإبطال أن يقال : لا يلزم من دخول حرف الجر في اللفظ على كلمة ما أن تكون هذا الكلمة اسما ؛ لأنه يجوز أن يكون التقدير أن حرف الجر داخل على كلمة أخرى محذوفة من اللفظ كما في هذا البيت، وذلك أن كلمة «نام فعل بالإجماع من الفريقين كما قلنا ، وقد دخلت عليها في اللفظ ياه الجر ؛ فلم يدل دخولها على خروج الكلمة من الفعلية إلى الاسمية ؛ فيكون دخول الباء على ( نعم ) في قول القائل « ما هى بنعم الولد ودخول ( على ) على ( بنس » فى قول الآخر ( على بئس المجر ) غير دال على اسمية نعم وبئس ، ويبقى أن دليلنا على فعليتهما دخول علامة الأفعال عليهما كتاء التأنيث في نحو « فيها ونعمت ) وفي نحو ( بدست المرأة حمالة الحطب ) . (۱) من الآية ٢٦ من سورة مريم .
صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/30
المظهر