وافترقت بنو تميم فرقتين ؛ فبعضهم يعرب ذلك كله : بالضم رفعا١، وبالفتح نصبا وجرا ؛ فيقولُ « جَاءتْنِي حَذَامُ ، بالضم ، و « رَأَيْتُ عَذَامَ ، وَمَرَرْتُ مجدام ، بالفتح ، وأكثرهم يفصل بين ما كان آخره راء - كوبار : اسم القبيلة ، وَحَضَارِ : اسم لكوكب ، وسفار : اسم لماء - فيبنيه على الكسر ، كالحجازيين ٢ وما ليس آخره راء - كَحَذَام ، وقطام - فيفريه إعراب ما لا ينصرف . وأما « أمس ، إذا أردت به اليوم الذى قبل يومك ، فأهل الحجاز يبنونه على الكسر ؛ فيقولون : « مَضَى أمس ، واعتكفتُ أمس ، وما رأيته من أمس ، بالكسر فى الأحوال الثلاثة ، قال الشاعر :
- ↑ وعلى هذه اللغة ورد قول الفرزدق ، وهو شاعر من بني تميم تنَدِمتُ نَدَامَةَ الكَسَى لَمَّا غَدَتْ مِنِّي مُطَلقَةٌ نَوَارُ وَلَوْ أَنَّى مَلَكْتُ يَدَى وَنَفْسِي لسكان إلى القدر الخيار الشاهد في قوله «نوار فإنه جاء به مرفوعا بالضمة الظاهرة لكونه فاعل وغدت ) بدليل القافية في البيت الثاني .
- ↑ من ذلك قول الفرزدق هام بن غالب - وهو من شواهد كتاب شذور الذهب للمؤلف ( ش (۳۹) ، واستشهد به أيضا صاحب لسان العرب وصاحب معجم البلدان : متى ما تَردْ يَوْماً سفار تجد بها أديهم يري التفجير المورا المُسْتَجِير
- ↑ ٢ - هذه الأبيات لتبع بن الأقرن ، أولاً سقف نجران ، وقد استشهد المؤلف في التوضيح بالشطر الأخير من هذه الأبيات في مالا ينصرف (رقم ٤٨٤) وذكر الأبيات=
الشاهد فيه : قوله ( حدام ) في الموضعين ؛ فإن الرواية فيهما بكسر الميم بدليل القوافى فى السكلمة الثانية ، وهى فاعل في الموضعين جميعا ، ونحن نعلم أن الفاعل لا بد من أن يكون مرفوها ،
فلما لم يكن ههنا مرفوعا في اللفظ جزمنا بأنه مرفوع في المهل ، وهذا معنى كونه مبنيا ، وهذه لغة الحجازيين ؛ وخالفهم بنو تميم، وتفصيل مقالتهم في الشرح .