بقلم أحد أحسن الحالات لتحصيل السعادة الغرابة فى بابه وهو من ألطف ما يحكى عثرت عليه في جريدة « الطان » موسيو « دى فاريني » قال «اجتمع في أواخر يناير الماضى على مائدة في مطاعم بوسطون » لفيف من الشبان ذوى البيوت الكريمة تخرجوا حديثا من كلية « هاروارد» وفاقوا فى العلم والتمرينات الجسمية ثم أخذوا يتجاذبون أطراف الحديث فقال أحدهم وكان اسمه «بول جونيس » انه لم يبق في الولايات المتحدة فقير الا الذين لا ثقه لهم بانفسهم وأنه لو أضاع هو ما جميع ما تركه له أبوه من المال وأصبح لا يملك فلسا واحدا وكان عريانا كيوم ولدته أمه لوسمه أن يحصل عيشه وأن يرجع من تلك البلاد لخمسة آلاف دولار أى خمسة وعشرين ألف فرنك بعد مصاريفه كلها وذلك بعد سنة واحدة من الزمان . فتراهن معه أصحابه على خمسين ألف فرنك واتفقوا على انه يتوجه فى اليوم الثانى والعشرين من شهر يناير الى الحمامات التركية وهناك يتجرد عن جميع ملابسه حتى اذا جاء الزمن المحدود بدأ في طوافه حول الارض وكانت الصعوبة عليه أن يبدأ بسياحته لانه كان عريانا لذلك وجه اهتمامه أولا وبالذات الى ستر عورته باقل ما يمكن من المال فجعل يمسح أحذية رجال المكان الذى هو فيه بجد ورضاء كأنه لم يتعود غير تلك الصنعة فى حياته . ثم يتناول الراتب المخصص لهذا العمل وهو زهيد فيقسمه بين قوته وكسائه ومكث هكذا خمسة عشر يوما وهو زمن كبير نظرا للاجل المحدود له وهو سنة واحدة فلما خرج من الحمام قصد مدينة لندره ليسافر منها الى الهند ولكى يحصل أجرة السفر جمل ببيع الجرائد في الاسواق ويشتغل بالسمسرة ومرافقة الاجانب كتر جمان لانه كان يعرف
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/336
المظهر