صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٤
في المزاولة والثبات

على التأليف والتصنيف ودام على ذلك خمسين سنة إلى أنْ أدركتهُ الوفاة. ومؤلفاته المطبوعة تنيف عن سبعة وثمانين كتاباً أشهرها كتاب آثار كنائس لندن في أربعة عشر مجلداً وهو تذكار لاجتهادهِ ومواظبتهِ.

ومنهم لودُن البستاني الذي كان يدرس ليلتين كاملتين كلَّ أسبوع وهو صانع عند بستاني فتعلم اللغة الفرنسوية وترجم سيرة أبيلرد قبل أنْ بلغ الثامنة عشرة وكان معها ذُكر حريصاً على النجاح حتى إنهُ لما بلغ العشرين من عمرهِ كتب في مفكرتهِ «الآن قد بلغت السنة العشرين وربما كان ثلث حياتي قد مضى فما هو العمل الذي عملته لإفادة بني نوعي» وهذا أمر يستغرب من شاب في هذا السن. وبعد أنْ أتقن الفرنسوية درس الألمانية وأتقنها في برهة وجيزة واقتنى أرضاً واسعة واستعمل فيها الإصلاحات الأسكتسية في فن الزراعة فنجح وأحرز ريعاً في وقت قصير. ثم ساح في ممالك أوربا مرتين لكي يطَّلع على أحوالها الزراعية وكتب نتائج سياحتهِ في إنسكلوبيدياه الشهيرة التي جمع فيها من الفوائد ما يقل نظيرهُ

ومنهم صموئيل درو وهو ابن فاعل فقير وكان لهُ أخ أكبر منهُ يُدعَى جابز فوضعهما أبوهما في مدرسة صغيرة وكان يدفع عليهما أربعة مليمات كل أسبوع. فأفلح جابز في دروسه وكان هادئاً مجتهداً وأمَّا صموئيل فلم يفلح بل كان مشهوراً بطيشه ومحبتهِ للَّعب. فلما بلغ الثامنة من عمرهِ أخرجهُ أبوه من المدرسة ووضعهُ في منجم قصدير بأجرة ستة مليمات كلَّ يوم ولما بلغ العاشرة وُضِع عند سكَّاف ليتعلم صناعة السكافة فلقي ما لا يُقدَّر من التعب حتى إنهُ عزم مراراً كثيرة على الهرب واتِّباع القرصان. وكان يتقدَّم في الطيش بتقدمه في السن فاشتُهر بسرقة الجنائن وتهريب الأمتعة. ولما بلغ السابعة عشرة هرب عازماً أنْ يدخل خادماً في سفينة حربية. ولكنهُ لم ينل مأْربهُ. ثم