صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦١
الفصل الثالث

هملتون آنية قديمة من هركولانيوم فعمل مثلها. ولما عُرِضَت القارورة البربرينية للمبيع دفع بها ألفاً وسبع مائة جنية إنكليزي فدفعت أميرة بُرتلند ألفاً وثمانمائة ليرة وابتاعتها بهذا الثمن الفاحش ولكنها لما علمت أنَّ قصده تمثيلها أعارتهُ إياها فصنع خمسين قارورة مثلها أنفق عليها ألفاً وخمسمائة جنيه وباعها بأقل من ذلك ولكنهُ نال غايتهُ إذ أثبت أنَّ كلَّ ما عملتهُ الأمم لا تعجز عنهُ اليد الإنكليزية وكأنه كان يتمثل بقول المتنبي القائل

تحقِّرُ عندي همتي كلَّ مطلب
ويقصر في عيني المدى المتطاوِل

وكان لودجود مشاركة في الكيمياءِ وعلم الآثار القديمة ومهارة تامَّة في صناعة الأيدي فاستخدم كلَّ ذلك لصناعة الخزف واستخدم أيضاً نقَّاشاً ماهراً لعمل الأشكال والصور الجميلة فصارت أشكال مصنوعاتهِ وسيلة لإحياءِ صناعة النقش القديمة بين قومهِ وتمكَّن أيضاً بواسطة الدرس والامتحان من كشف صناعة تلوين الخزف التي كانت مفقودة حينئذٍ بل كانت قد فقدت من أيام بلونيوس. وخدم العلم خدمة نصوحاً وخلَّد ذكره بالبيرومتر الذي اخترعهُ. وكانت لهُ يد طائلة في كلِّ مصلحة تأول إلى خير البلاد. فهو السبب في فتح ترعة ترنت ومرسي من شرق الجزيرة إلى غربها. وما زال يزداد شهرة ومقاماً حتى صارت معاملهُ في برسلم وإتروريا نادياً يتقاطر إليهِ مشاهير الزوار من كلِّ أقطار أوربا.

ونتيجة أتعاب هذا الرجل أنَّ الصناعة التي شرع فيها وهي في حالة دنيئة جدّاً صارت من أهم صنائع إنكلترا وصارت إنكلترا تصنع من الخزف ما يزيد على حاجتها فترسلهُ إلى البلدان البعيدة التي كانت تجلب خزفها منها. وراج خزفها في تلك البلدان رغماً عن المكوس الباهظة التي كانت تُضَرب عليهِ. وأثبت للبرلمنت بعد أنْ ابتدأ في عملهِ بنحو ثلاثين سنة أنهُ بعد أنْ كانت هذه الصناعة في حالة دنيئة جدّاً