وأخذ يعمل في صناعة الخزف بنشاط وكان جلُّ مقصده أنْ يصنع آنية أفضل من الآنية المصنوعة في ستفوردشير هيئة ولوناً ودهاناً ومتانةً ولذلك أكبَّ على درس الكيمياءِ في أوقات العطلة وامتحن امتحانات كثيرة في الدهان والمذوبات وأنواع الأتربة وكان ذا حذاق شديد ونظر دقيق فلاحظ أنَّ نوعاً من التراب الأسود المحتوي على السلكا يبيضُّ بالتكليس في الأتون. وبعد أنْ لاحظ هذا الأمر ودقَّق النظر فيهِ استنتج أنهُ إذا مُزِجت السلكا بتراب الخزف الأحمر ابيضَّ مزيجهما بالتكليس. وهكذا كان. فلم يبقَ عليه سوى أنْ يدهن هذا الخزف بدهان إذا ذاب صار شفافاً فيحصل على ما يماثل الصيني أو على الصيني نفسهِ أو ما سُمي فيما بعد بالخزف الإنكليزي وفُضِّل على كلِّ ما سواهُ.
ووجد صعوبات كثيرة في أُتُنه مثل بالسي إلَّا أنها لم تطُل كما طالت صعوبات ذاك بل تغلب عليها سريعاً وذلك بالتجارب المتتابعة والمواظبة الدائمة والفشل المتواتر لأنهُ كثيراً ما كان يضيع تعب شهر في يوم واحد. وبعد امتحانات كثيرة وإضاعة الكثير من الوقت والمال والتعب عرف نوعاً مناسباً من الدهان.
ثم أخذ في تحسين هذه الصناعة واضعاً نصب عينيهِ إيصالها إلى الدرجة العليا حتى بعد أنْ صار يصنع كثيراً من الآنية البيضاء والحمراء وراجت مصنوعاتهُ في إنكلترا وأروبا. فأنشأ فرعاً عظيماً من الصناعة الإنكليزية وأقامه على دعائم راسخة وكان يقول إنَّ ترك عمل الشيء أفضل من عمله عملًا غير متقن. فذاع صيتهُ في الآفاق واقتدى بهِ كثيرون.
وكان لودجود مساعدون كثيرون من أولي المقام والسيادة ومن الصنَّاع الحاذقين أيضاً. فعمل للملكة تشرلوت آنية المائدة الملكية الأولى من الخزف الذي لُقِّب فيما بعد خزف الملكة. فلُقِّب خزَّافاً ملكيّاً واعتبر هذا اللقب أكثر مما لو لقب أميراً. وكثيراً ما كان يُسلَّم آنية صينية فيصنع مثلها تماماً الأمر الذي أدهش الجميع. وأعاره السر وليم