منهُ. ثم عرض عليهِ ديوان البلدية في ليون أنْ يتفرغ لإصلاح نوله لخير الوطن بالأجرة التي يختارها فقبل ذلك وأدخل فيهِ كلَّ الإصلاحات اللازمة ثم تنحَّى عن الأعمال ولهُ من العمر ستون سنة ورجع إلى أولينس ليقضي ما بقي لهُ من العمر في مولد أبيه فمنح لجيون دونر (نيشان الشرف) سنة ١٨٢٠ وتُوفِّي هناك سنة ١٨٣٤ وأُقِيم لهُ نصب تذكاراً إلَّا أنَّ أقاربه بقوا في الفقر الشديد. وبعد موته بعشرين سنة باعت ابنتا أخيهِ النيشان الذهبي الذي قلَّدهُ إياهُ الملك لويس الثامن عشر. قال أحد الفرنسويين: هذا هو جزاء أهل ليون لمن كان سبب لغناهم ومجدهم.
وفي استطاعتنا أنْ نذكر سير كثيرين من المخترعين وما احتملوهُ من المشاق وعانوه من المضض ولم يجتنوا شيئاً من ثمار أتعابهم بل ذهبوا وتركوها لغيرهم ولكنَّا نجتزئُ عن ذلك بذكر سيرة مخترع آخر حديث العهد وهو يشوع هِلْمَن مخترع الممشطة.
ولد هلمن هذا في ملهوسي من الألزاس سنة ١٧٩٥ ودخل معمل قطن وهو في الخامسة عشرة وأقام فيهِ سنتين وكان يشغل أوقات العطلة برسم الآلات ثم انتقل إلى بيت عمهِ في باريز ودرس هناك الرياضيات وأنشأ بعض أقاربهِ معملًا لغزل القطن فوضعوهُ في معمل الخواجات تسووراي في باريز ليتعلم هذا العمل ثم يرجع ويدير معمل أقاربهِ. فتعلم كلَّ ما يحتاج إليه من تركيب الآلات وما أشبه ورجع إلى الألزاس مديراً للمعمل. ولكن حدثت حوادث تجارية أخَّرت أقاربهُ فاتصل المعمل إلى غيرهم فخرج منهُ ورجع إلى بيتهِ في مُلهَوْسي. وكان يحاول اختراع آلة للتطريز تحرك عشرين إبرة في وقت واحد ويقضي أكثر أوقات العطلة في عملها فأتمها في ستة أشهر وعرضها في معرض سنة ١٨٣٤ فنال عليها نيشاناً ذهبيّاً ونيشان الشرف. ثم اخترع مخترعات أخرى كثيرة منها نول وآلة لقياس النسيج وطيهِ وأدخل