صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٣
الفصل الثاني

إصلاحات كثيرة في آلات كب الحرير والقطن وإعداد غزلها ونسج الحرير والقطن. ومن أعظم اختراعاتهِ آلة تنسج طاقين من المخمل أو من كلِّ نسيج ذي خمل في وقت واحد ثم تفصلهما بأداةٍ فيها كسكين حادٍّ. وأفضل اختراعاتهِ كلها وأعظمها آلة التمشيط وهاك تاريخ اختراعها:

خطر على بالهِ قبل ذلك استباط آلة لمشط القطن وتنقية الألياف الطويلة من القصيرة قبل غزله. وكان العَمَلة يستعملون لذلك آلة غير متقنة كثيرة الخسارة فعرض مجمع النسج في الألزاس جائزة خمسة آلاف فرنك لمن يخترع آلة للمشط أتقن من الآلة المستعملة. فتفرَّغ هلمن لهذا الاختراع لا طمعًا بالمال ( لأنه كان قد تزوَّج بامرأة غنيَّة ) بل حبّاً بشرف الاختراع لأنهُ كان يقول: إنَّ طالب المال لا يمكنه أنْ يعمل أعمالاً جليلة. وبعد أنْ تعب في هذا الاختراع سنين عديدة نفد ما معهُ من المال ولم يحصل على نتيجة مرضية فاعتمد على مساعدة أصدقائهِ الذين قدموا لهُ المساعدة اللازمة لإتمام اختراعه. ثم ماتت امرأتهُ متيقنة أنهُ على حافة الخراب فأتى بعد موتها إلى إنكلترا وأقام في منشستر وعمل مثالًا لما اتصل إليه من الاختراع في هذه الآلة عند أمهر صناعها لكنهُ لم يكن مرضيًّا فعاد إلى إصلاحهِ وبعد تعب جزيل كاد ييأس من إصلاحهِ ثم رجع إلى فرنسا لكي يرى عائلته وعقلهُ مشغول بهذا الاختراع وإذ كان جالساً ذات ليلة في بيتهِ متأملًا في نصيب المخترعين وسوءِ حظهم التفت إلى بناتهِ فرآهنَّ يمشِّطن شعورهنّ فخطر على باله حينئذٍ أنهُ لو صنع آلة تمشط الشعر الطويل وترجع القصير إلى الخلف وهي راجعة كما يفعل بناته لجاءت بالمطلوب فصنع آلة تمشط القطن وتفصل الألياف الطويلة عن القصيرة وتجمع الطويلة وحدها والقصيرة وحدها كأنها في عاقل دقيق الصنعة. هذه هي الآلة التي صار ينسج بواسطتها من ليبرة واحدة من القطن خيط طولهُ ٣٣٤ ميلًا حتى إنَّ ما ثمنه شلن واحد يُنسَج خرجاً ثمنه نحو أربع مائة جنيه