عليهم قائدًا يُدعَى لُدَّ ومن ثَمَّ دُعوا لدّيين وعاثوا في البلاد وقطعوا رزق عدد كبير من العمال فاضطر أصحاب المعامل إلى نقلها من الضياع والأماكن المنفردة إلى اماكن حصينة داخل المدن. ويظهر أنَّ اللديين تشجعوا بخفَّة العقاب الذي عوقب بهِ من قُبِض عليهِ منهم فلم يمضِ إلَّا وقت قصير حتى انتشروا في كلِّ الجهات الشماليَّة والمتوسطة وخربوا كلَّ ما وصلت إليه يدهم من المعامل. وكان تحالفهم سريّاً آلوا فيهِ على أنفسهم أنْ يطيعوا قوادهم طاعة عمياء في كلِّ ما يأمرونهم به وأنْ يميتوا كلَّ مَن يفشي مقاصدهم. وحكموا بملاشاة كلِّ الآلات سواءٌ كانت لنسج الجوخ أو الشيت أو الخرج وقضوا على أصحابها بالقتل. فيا لها من سنين مهولة تمرَّد فيها هؤلاء الأشقياء وجالوا يفسدون في البلاد حتى تلافت الدولة أمرهم وألقت القبض على كثيرين منهم وعاقبتهم بالموت. وبعد تعب سنين عديدة أُخمد هيجانهم وتلاشت قوتهم.
وأتْلَف اللديون معامل هثكوت مخترع آلة الخرج لأن جمهورًا منهم دخلوا معملهُ في لوبرو في إحدى الليالي والمشاعل في أيديهم وأضرموا فيه النار فحرقوا ستًّا وثلاثين آلة ومصنوعات ثمنها عشرة آلاف جنيه فقُبِض على عشرة وعوقب منهم ثمانية بالقتل. ورفع هثكوت دعواهُ على البلاد المجاورة فغُرِّمت عشرة آلاف جنيه إلَّا أنَّ القضاة طلبوا منه أنْ ينفق هذا المال داخل حدود لستر فلم يجبهم إلى طلبهم لأنهُ كان قد عزم على نقل معاملهِ إلى مكان آخر فانتقل إلى تيڤرتون في ديڤنشير وابتاع بناءً كبيراً كان معملاً للصوف ورمَّمهُ ووسَّعهُ وأقام فيه أكثر من ثلاثمائة آلة لعمل الخرج وآلات أخرى لثني الغزل وحل الحرير وعمل الشباك. وأنشأ أيضاً مسبك حديد ومعامل لاصطناع أدوات الفلاحة. وكان يرى أنَّ كلَّ الأعمال الكبيرة يمكن إدارتها بواسطة البخار فصنع محراثاً بخاريّاً ونال امتيازاً له سنة ١٨٣٣ وبقي محراثه أفضل ما صنع من نوعهِ إلى أنْ صُنِع محراث فوْلَر.