صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٦
أرباب الصنائع

ووضع مثال الآلة أمام أرباب المجلس وأخذ يعمل بهِ ويشرح تركيبهُ وأفعالهُ بمهارة حيرت عقل القاضي وعقول المحلَّفين وكل الحاضرين فخرج الحكم لهُ.

ولما نال هثكوت الامتياز المذكور وجد أنَّ الصنَّاع قد صنعوا أكثر من ست مائة آلة مثل آلته ففوضت إليه الدولة أنْ يأخذ من أصحابها ضريبة مالية فحصل لهُ من ذلك ربح وافر. وكانت مكاسب العاملين بهذه الآلة وافرة جدًّا فانتشر استعمالها كثيراً وانحطَّ ثمن ذراع الخَرْج من خمس جنيهات إلى غرشين وذلك في أقل من خمس وعشرين سنة. وكان معدَّل دخل الخرج السنوي من عمل الخرج في هذه المدة أربعة ملايين من الجنيهات إنكليزية وعدد العاملين بهِ مائة وخمسين ألفًا. وأقام هثكوت معامل في لوبرو سنة ١٨٠٩ وبقي هناك عدة سنوات وهو في أوج النجاح وعندهُ عدد غفير من الفَعَلة وأجرة الواحد منهم في الأسبوع من خمس جنيهات إنكليزية إلى عشرة.

ثم قام العمال وزعموا أنَّ هذه الآلة قطعت رزقهم مع أنها فتحت باباً لتشغيل كثيرين منهم وعقدوا اجتماعاً اتفقوا فيه على تخريب كلِّ آلة يستطيعون الوصول إليها. وسنة ١٨١١ حدثت منازعة بين المعلمين والعمال في معامل الجوارب والخرج في الأقسام الجنوبية الغربية من نتنهمشير ودربيشير وليسسترشير فتجمَّع الفعلة وتحالفوا على تكسير كلِّ آلات الجوارب والخرج وأجروا ذلك فعلًا. ولكنَّ الدولة ألقت القبض على بعض رؤسائهم وعاقبتهم فصاروا يفعلون يفعلوا ذلك خفية لا جهاراً كلما سنحت لهم الفرصة. وكانت الأبنية الموضوعة فيها منفردة عن بيوت السكن فكان الهجوم عليها سهلًا.

اجتمع مكسرو الآلات في جوار نتنهام التي هي مركز الشغب وتنظموا في فرق وعقدوا تجمُّعات في ليلة دبروا فيها دسائسهم وأقاموا