صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٤
أرباب الصنائع

يعقوب وسبعة من العمال فقُوبل في روان بالترحاب وراجت مصنوعاته كثيراً ولكن السعد أبى إلَّا الابتعاد عنه لأن الملك هنري الرابع الذي توقع منه أنْ يُسبِغ عليه النعم الوافرة حسبما وعدهُ قُتِل غيلةً فخاف من ضياع حقوقهِ وأتى باريز قاصداً إثباتها في المحكمة فلم يعبأ به أحد لأنه أجنبي ومن البروتستانت فقضى نحبه في باريز وهو في غاية المسكنة. وهرب أخوه مع سبعة من العمال بآلاتهم إلى بلاد الإنكليز واشترك مع رجل اسمهُ أشتون وهو الذي زاد على الآلة الرصاصات التي تخفض إبرها. ثم شاع استعمال هذه الآلة وكثر العاملون بها حتى صارت صناعة عمل الجوارب فرعاً مهمّاً من صنائع الإنكليز.

ومن أهم تنوُّعات آلة الجوارب آلة الخرج أو الدنتلَّا وصانعها فرُست وهَلْمس فإنهما أصلحا آلة الجوارب حتى صار يُنسج بها نوع من الخرج وشاعت هذه الآلة كثيراً حتى استُعمل منها أكثر من ألف وخمس مائة آلة في أقل من ثلاثين سنة وكان عدد الصنَّاع العاملين بها يزيد على خمسة عشر ألفاً ثم أُهملت بسبب الحروب المتواصلة وتغيُّر الأزياء وما زالت في زوايا النسيان إلى أنْ قام جون هثكوت واخترع آلة جديدة ومن ثَمَّ ثبت هذا النوع من الصناعة على أساس وطيد وهاك تاريخ اختراعهِ بالاختصار

ولد جون هِثكوت سنة ١٧٨٣ وكانت تلوح عليه علامات النجابة وهو يتعلم مبادئ العلوم ولكن لم يسمح له والداهُ أنْ يقيم في المدرسة مدة طويلة بل وضعاهُ عند صانع أنوال ليتعلم حرفتهُ فلم يمضِ عليه وقت طويل حتى حذق في استعمال الآلات والأدوات المختلفة وعرف كلَّ الأجزاء المركبة منها آلة الجوارب وأخذ يحاول إصلاحها كلما سنحت له الفرصة. ثم عزم وهو في السادسة عشرة على عمل آلة تصنع خرجًا مثل خرج بكنهام وفرنسا الذي كان يصنع باليد فأصلح نَوْل السَّدى حتى صار يمكنهُ أنْ يعمل بهِ كفوفاً للراحة نسيجها كنسيج