ونال رتبة بكلوريوس في العلوم سنة ١٥٨٣ ورتبة معلم في العلوم سنة ١٥٨٦. وحينما اخترع آلة عمل الجوارب كان قسيساً لقرية كلڤرتون بقرب نوتنهام. قيل إنهُ شغف حينئذٍ بحب فتاة وكان حينما يزورها لا تلتفت إليه كثيراً بل تبقى محدقة في الجوارب التي كانت تعملها فاستاءَ من عمل الجوارب باليد وعزم من يومهِ على اختراع آلة لعملها وأخذ يجرب ويمتحن مدة ثلاث سنوات إلى أنْ نجح فترك القسوسية وجعل يتعاطى عمل الجوارب بالآلة التي اخترعها.
ومَن رأى هذه الآلة وسهولة العمل بها عرف ما لمخترعها من الفضل ولا سيما إذا قابلها بعمل النساءِ البطيءِ الممل. ومَن تراهُ يستطيع تعداد المصاعب التي صادفها هذا الرجل ولا سيما لأنهُ كان في عصر معرفةُ عمل الآلات فيهِ في درجة واطئة فاضطر أنْ يصنع كل أجزائها بيدهِ بل أنْ يصنعها كلها من الخشب وهو أمرٌ يكاد يفوق التصديق. وبعد أنْ تعب في عملها ثلاث سنوات — كما قلنا سابقاً — صارت صالحة للعمل فاستعملها سنوات متوالية وعلَّم أخاه وكثيرين من أقربائه استعمالها. وكان يرغب في إحراز حماية الملكة اليصابات المالكة حينئذٍ المشهورة بميلها إلى عمل جوارب الحرير فأتى لندن لكي يريها إياها وأراها للبعض من رجال البلاط ومنهم اللورد هنسدن فلم يكتفِ هذا برؤيتها بل تعلم العمل بها ثم استأذن لهُ بالمثول لدى الملكة فأراها الآلة وعمل بها أمامها فلم تلتفت إليهِ الالتفات الذي انتظرهُ بل اعترضت عليهِ على ما قيل مُدَّعيةً أنَّ آلته تبطل عمل كثيرات من اللواتي معيشتهنَّ من عمل الجوارب. فلما رأى منها ذلك أوجس منها خيفةً وعزم على مغادرة بلادهِ وكان سُلَّي الحكيم وزير هنري الرابع ملك فرنسا قد طلب منه أنْ يأتي إلى روان ويعلِّم أهاليها كيفية عمل هذه الآلة والعمل بها وكانت روان حينئذ من أكثر مدن فرنسا معامل فأجاب طلبه ورحل إلى فرنسا سنة ١٦٠٥ واستصحب معهُ أخاهُ