صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
الفصل الأول

مفعمة بذكر أشخاص كثيرين شرَّفوا الفقر الذي كان نصيبهم من الدنيا باجتهادهم وحذاقتهم. فمن الذين اشتهروا في الصناعات: كلود وهو ابن حلواني وجيفس وهو ابن خبَّاز وليوبلد روبرت وهو ابن صانع ساعات وهيدن وهو ابن صانع دواليب. والبابا غريغوريوس السابع ابن نجَّار وسكستوس الخامس ابن راعٍ وأدريانوس السادس ابن بحري. ويُروى أنهُ لما كان صغيراً لم يستطع أنْ يبتاع مصباحاً ليدرس على ضوئه فكان يدرس دروسه على ضوء المصابيح المعلقة في الأزقة. (وهذا يماثل ما قيل عن أبي نصر محمد الفارابي — الفيلسوف الشهير — الذي اتَّبع الفلسفة أقصاها وأدناها وألَّف فيها كتباً لا تعد لكثرتها مع ما كان عليهِ من العوز فإنهُ كان يسهر الليل للمطالعة والتأليف ويستضيء بقنديل الحارس وبقي على ذلك إلى أنْ عظم شأنهُ وظهر فضلهُ واشتهرت تصانيفهُ وكثرت تلاميذهُ وصار وحيد زمانهِ).

ومن الذين نبغوا من أصل حقير أيضاً هوي المعدني وهو ابن حائك وهتفيل الميكانيكي وهو ابن خبَّاز ويوسف فريه الرياضي وهو ابن خيَّاط ودورند وهو ابن إسكاف وجسنر الطبيعي وهو ابن دباغ. قيل: إنَّ هذا خطا الخطوة الأولى في سلم الحياة يحيط بهِ كل ما يضعف الهمة كالفقر والمرض وانشغال البال ولكن لم تكن هذه المصاعب لتوهن عزمهُ وتصدهُ عن النجاح. وممن كانت أحوالهم مثل أحوال جسنر بطرس رامُس وهو ابن رجل مسكين من بيكردي وكان عملهُ في حداثتهِ رعاية الغنم ولكنهُ لم يرضَ بها حرفة ففر هارباً إلى باريز وبعد معاناة مشاق جزيلة دخل المدرسة الكلية في ناڤار خادماً ولكنه انتهز كل فرصة للدرس والمطالعة ولم يمض عليهِ وقت طويل حتى عدّ من أشهر رجال عصرهِ.

وڤوكولين الكيماوي الشهير ابن فلاح ويروى أنهُ لما كان يتعلم في