صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٣٩ -

المعاملة لأنها تضيع عليهم سبع دخلهم ولأنهم ينفقون في يوم الراحة أكثر من يوم الشغل. وللإنكليز عناية مثل هذه أو أشد منها في تدبير شئون العامة سنأتي عليها في مكانها.

المرأة في أوربا

كانت المرأة في الأعصر المظلمة بأوربا وغيرها مرذولة محتقرة تعد من قبيل المتاع وكان للرجل أحياناً أن يبيع امرأته بالمزاد العمومي. وتفنن الكتاب والشعراء في هجائها وانتقادها. وتباحث اللاهوتيون طويلاً في «هل للمرأة نفس» وزعموا أنها «باب جهنم» و«معمل أسلحة الشياطين وصوتها فحيح الأفاعي» وأنها «نبال الشياطين» و«سامة كالصل وحقودة كالتنين» وقال الشاعر العربي:

إن النساءَ شياطين خلقن لنا
نعوذ بالله من شرِّ الشياطين

فلما بزغ نور التمدين الحديث وتحولت العلوم والمعارف من النظريات والتقاليد إلى الاختبار والدرس كان في جملة ما همهم «المرأة» فأدركوا خطارة مركزها في الهيئة الاجتماعية وأن النجاح معقود بتعليمها وترقية نفسها. لأنها قوام العائلة ومربية الأبناء وشريكة الرجل في أحوال الحياة. فقدموها وعلموها ورفعوا منزلتها فقامت تطالب بحقوقها. واختلف الكتاب في مقدار تلك الحقوق لكنهم اتفقوا على احترام المرأة وإجلالها حتى مثَّلوا بها الفضائل والمفاخر.